كان لتاجر غني ثلاثة أولاد ، فلما تقدم به العمر دعا أولاده ووزع عليهم ثروته كلها واحتفظ
معه بخاتم من الماس ثم قال لهم : يا أولادي هذا الخاتم سيكون لمن يقوم منكم بعمل عظيم
وبعد مرور سنة كاملة دعا أولاده وطلب إليهم أن يقص عليه كل منهم ما قام به من عظيم
الأعمال .
فقال الأول : استودعني إنسان مبلغا كبيرا من المال ولم يأخذ علي وثيقة به وبعد أن غاب
زمنا طويلا عاد ليأخذ ماله فأعطيته إياه مع أنه كان في وسعي أن أنكره عليه.
فقال الأب الشيخ : لم تفعل يا بني إلا ما تفرضه الأمانة على إنسان.
فقال الثاني : أما أنا يا والدي فقد رأيت في أحد أسفاري طفلا يسقط في بركة ماء عميقة
واشرف على الغرق فسارعت إلى نجدته و ألقيت بنفسي في الماء وانتشلته سالما وشهد
الجميع لي بالمروءة .
فقال الوالد : هذا جميل ولكنك لم تفعل إلا ما هو واجب على الإنسان من التضحية في
خدمة أخيه الإنسان.
فقال الثالث : كان لي خصم خبيث وبينما كنت مسافرا إذ وجدت عدوي نفسه مستلقيا تحت شجرة قد أنهكه الجوع و أتعبه العطش واشرف على الهلاك فلما رأيته على تلك
الحال أسرعت إليه حاملا الطعام والماء ولم أتركه حتى ذهب عنه الألم وعاد إلى صوابه