موضوع: المرض الذي أهلك حوالي نصف سكان أوربا في القرن 11م الإثنين مارس 04, 2013 4:27 pm
"الطاعون الأسود" يعني اليوم الوباء العظيم الذي أودى بحياة جزء كبير من سكان أوروبا خلال القرن الرابع عشر. خلال العصور الوسطى لم يستخدم هذا التعريف، بل قالوا "الموت العظيم" أو "الطاعون العظيم". كان الرواة الدنماركيون والسويديون أول من استخدام مصطلح "الموت الأسود" (mors atra، وهي في واقع ينبغي أن تفهم على أنها "الموت الفظيع") إشارة إلى طاعون 1347-53، للتأكيد على رعب وخراب هذا الوباء. فإذاً كلمة "أسود" تستخدم مجازاً. رغم أن المصطلح المستخدم اليوم في النرويجية للإشارة إلى الطاعون هو "den svarte dauden". عام 1832 أُخذ هذا التعريف من الطبيب الألماني يوستوس هيكر في كتابه الموت الأسود في القرن الرابع عشر. وكان لهذا الكتاب صدى كبير، خاصة أنه صدر خلال وباءٍ للكوليرا. ترجمت الكتاب إلى الإنجليزية في عام 1833 ونشر عدة مرات. ومنذ ذلك الحين استخدمت عبارة "Black Death" أو "Schwarzer Tod" (الموت الأسود)، وبخاصة في المناطق الناطقة الألمانية والمناطق الناطقة الإنجليزية، إشارةً إلى وباء الطاعون في القرن الرابع عشر. هجرة الطاعون
الطاعون وأعراضه بصفة عامة تسببها يرسينية الطاعونية، وهي بكتيريا تعيش في اجسام القوارض الأرضية (أكثر تحديدا، فصيلة bobac متنوعة الغرير) بداية انتشارها كانت في وسط آسيا، لكن دلائل ذلك ليست واضحة تماما على الرغم من إشارة عديد المؤرخين إلى أن بدأ انتشار وباء الطاعون في القرن الرابع عشر كان في تلك المناطق. النظرية الأكثر تداولا تفيد بأن الحالات الأولى للمرض وقعت في سهول آسيا الوسطى، على الرغم من أن بعض التكهنات الأخرى افاذت بأن نشأة الوباء وبداية انتشاره وقعت في أنحاء شمال الهند مثل ما ذكر المؤرخ "مايكل ووكر دولز"، كما ذكر البعض بإن الأدلة التاريخية حول الأوبئة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وعلى وجه التحديد ما ذكره " جوستينيان" حول الطاعون يشير إلى احتمال أن "الموت الأسود" نشأ في أفريقيا وانتشر في وسط آسيا، حيث بدأ الناس بعد ذلك يعرفون العلاقة بين القوارض والمرض ومع ذلك هناك دلائل تشير إلى ان مهد المرض هو آسيا الوسطى حيث كانت نقطة عبور الشرق والغرب على طول طريق الحرير، تحت سيطرة المغول وقد كان من الطبيعي للجيوش والتجار الاستفادة من الفرص التي تتيحها حرية المرور داخل الامبراطورية المغولية التي قدمها مونغوليكا باكس. كان يقال لأوروبا للمرة الأولى في مدينة"كافا Caffa" التجارية في شبه جزيرة القرم في 1347. بعد الحصار الذي طال أمده خلالها الجيش المغول تحت جاني بيغ كان يعاني من المرض، وأنها قفزت الجثث المصابة فوق أسوار المدينة تصيب السكان. هرب تجار جنوى، وبذلك يصبح وباء بحرا إلى جزيرة صقلية وجنوب أوروبا، ومنه انتشرت. [27]) أو عدم دقة هذه الفرضية، فإنه من الواضح أن العديد من الشروط قبل الإيجاد مثل الحرب والمجاعة، وساهم الطقس شدة الموت الأسود. في الصين، وغزو المغول في القرن الثالث عشر تعطلت الزراعة والتجارة، وادت إلى مجاعة واسعة النطاق. وانخفض عدد السكان من نحو 120 إلى 60 مليون. 14th طاعون القرن وتشير التقديرات إلى أنه قتل 1 / 3 من سكان الصين.
سبب المرض هلاك أكثر من ثلث القارة الأوروبية في أوروبا، انتهت فترة العصور الوسطى الحارة مع نهاية القرن الثالث عشر، وجاء بعده العصر الجليدي الصغير مع شتاء قارص وانخفاض المحاصيل. في السنوات 1315 إلى 1317 حدثت كارثة المجاعة، والمعروفة باسم المجاعة الكبرى، وأصابت جزءا كبيرا من شمال غرب أوروبا. المجاعة جاءت نتيجة للنمو السكاني الكبير في القرون السابقة، ونتيجة لذلك، في أوائل القرن الرابع عشر بدأ عدد السكان يتجاوز العدد الذي يمكن أن يستمر من خلاله القدرة الإنتاجية للأرض، والمزارعين. في شمال أوروبا، الابتكارات التكنولوجية الجديدة مثل المحراث الثقيل والنظام الثلاثي لم تكن فعالة في تطهير حقول جديدة للمحصول كما كانت في منطقة البحر الأبيض المتوسط لانه في الشمال كانت لديهم تربة طينية فقيرة. نقص الأغذية وتضخم الأسعاربسرعة كبيرة كانت من وقائع الحياة في قرن من الزمان قبل الطاعون. وكان هناك نقص في القمح والشوفان والقش، وبالتالي في الثروة الحيوانية. وأدى ندرتها إلى سوء التغذية، مما يزيد من التعرض للعدوى بسبب ضعف المناعة. الاقتصاد الأوروبي دخلت في حلقة مفرغة من الجوع والأمراض المزمنة والأمراض الموهنة التي اثرت في انخفاض إنتاجية العمال، وبالتالي خفض إنتاج الحبوب، مما أدى إلى زيادة أسعار الحبوب. ويتفاقم هذا الوضع عندما قام ملاك الأراضي والملوك مثل إدوارد الثالث من إنكلترا (ص 1327-1377) وفيليب السادس من فرنسا (ص 1328-1350)،برفع الغرامات والايجارات على المستأجرين خوفا من انخفاض مستوى مهيشتهم المرتفع. معايير مستوى المعيشة انخفضت بشكل كبير، والنظام الغذائي بنسبة محدودة، والأوروبيين ككل عانوا من الكثير من المشاكل الصحية. في خريف عام 1314، بدأت الأمطار الغزيرة في الانخفاض، التي كانت بداية لعدة سنوات من شتاء بارد ورطب. وعانى الشمال من مواسم حصاد ضعيف وتلتها مجاعة استمرت سبع سنوات. المجاعة الكبرى ويمكن القول إنها الأسوأ في التاريخ الأوروبي، وربما تسببت في انخفاض عدد السكان بأكثر من 10 ٪.الوثائق صوغه من الدراسات dendrochronological تظهر فجوة في تشييد المباني خلال هذه الفترة، فضلا عن التدهور في المناخ. تلك كانت الحالة الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت في توقع حدوث الكارثة المقبلة، وظهر وباء التيفوئيد (تلوث المياه). أدى هذا إلى موت عدة آلاف في المراكز الحضرية المأهولة بالسكان، والأهم كان في ابرس (بلجيكا حاليا). في عام 1318 ظهر وباء مجهول المنشأ، عرف في بعض الأحيان انه الجمرة الخبيثة، واستهدفت حيوانات من أوروبا، ولا سيما الأغنام والماشية، وتسبب في الحد من زيادة الإمدادات الغذائية ودخل الفلاحين.