الأرغفة القليلة والثلاثون رجلا
اجتمع عند أبي الحسن الأنطاكي أكثر من ثلاثين رجلا،
ومعهم أرغفةقليلةلا تكفيهم، فقطعوا الأرغفة قطعًا صغيرة وأطفئوا المصباح،
وجلسوا للأكل، فلما رفعت السفرة، فإذا الأرغفة كما هي لم ينقص منها شيء؛
لأن كل واحد منهم آثر أخاه بالطعام وفضله على نفسه، فلم يأكلوا جميعًا.
************
شربة ماء
انطلق حذيفة العدوى في معركة اليرموك يبحث عن ابن عم له،
ومعه شربة ماء. وبعد أن وجده جريحًا قال له: أسقيك؟ فأشار إليه بالموافقة.
وقبل أن يسقيه سمعا رجلا يقول: آه، فأشار ابن عم حذيفة إليه؛
ليذهب بشربة الماء إلى الرجل الذي يتألم، فذهب إليه حذيفة، فوجده هشام بن العاص.
ولما أراد أن يسقيه سمعا رجلا آخر يقول: آه، فأشار هشام لينطلق إليه حذيفة بالماء،
فذهب إليه حذيفة فوجده قد مات، فرجع بالماء إلى هشام فوجده قد مات،
فرجع إلى ابن عمه فوجده قد مات. فقد فضَّل كلُّ واحد منهم أخاه على نفسه، وآثره بشربة ماء.
************
طعام للجائع
جاء رجل جائع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد،
وطلب منه طعامًا، فأرسل صلى الله عليه وسلم ليبحث عن طعام في بيته،
فلم يجد إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من يُضيِّف هذا الليلة رحمه الله، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله
وأخذ الضيفَ إلى بيته، ثم قال لامرأته : هل عندك شيء؟
فقالت: لا، إلا قوت صبياني، فلم يكن عندها إلا طعام قليل يكفي أولادها الصغار،
فأمرها أن تشغل أولادها عن الطعام وتنومهم، وعندما يدخل الضيف تطفئ السراج(المصباح ،
وتقدم كل ما عندها من طعام للضيف، ووضع الأنصاري الطعام للضيف،
وجلس معه في الظلام حتى يشعره أنه يأكل معه، وأكل الضيف حتى شبع،
وبات الرجل وزوجته وأولادهما جائعين.
وفي الصباح ذهب الرجلُ وضيفه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال للرجل:
(قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة) [مسلم].
ونزل فيه قول
الله -تعالى-: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} [الحشر: 9].
والخصاصة: شدة الحاجة.
************
برده هدية
جاءت امرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعطته بردة هدية
فلبسها صلى الله عليه وسلم، وكان محتاجًا إليها،
ورآه أحد أصحابه، فطلبها منه، وقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه.. اكْسُنِيها.
فخلعها النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاها إياه.
فقال الصحابة للرجل: ما أحسنتَ، لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها،
ثم سألتَه وعلمتَ أنه لا يرد أحدًا. فقال الرجل: إني والله ما سألتُه لألبسها،
إنما سألته لتكون كفني. البخاري
واحتفظ الرجل بثوب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكان كفنه
********************