منتديات الحلم الذهبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكاية ضحى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
همتي في إرتقائي
المستوى السادس
المستوى السادس
همتي في إرتقائي


مشَارَڪاتْي : 664
انثى
دوَلتي : السودان
مزاجي : اتهاوش
نُقآطِيْ : 7204
التسِجيلٌ : 11/07/2011

حكاية ضحى  Empty
مُساهمةموضوع: حكاية ضحى    حكاية ضحى  Oo_u_o10الجمعة مارس 22, 2013 11:34 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
مع ضحى
مع أيام سلفت من زمن لم يغفل
لم ينم إلا في قلب سلف وقلب بمحبة قديمة

اليوم الأول من رمضان في تاريخ سلف
الزمان : بيت من بيوت الحب في عالم المحبة القديمة والنقاء

البطلة : طفلة في التاسعة من عمرها



تيقظت في زمن الغفلة بعد صلاة العصر وجمعت كل حماس الطفولة لتعيش بها لحظات تناومت عن كل البشر لتحيا حلماً جميلا في قلبها .

وانطلقت في شوارع المدينة الكبيرة والكل يخشى أن يتحدى الثلج الرابض برين ثقيل على النفوس .
والثلج في الطرقات يغري الناس أن يتراكضوا نحو مواقدهم المتقدة إلا
ضحى التي خرجت من البيت فاحتضنتها تلك الشوارع وهي تأملُ عفوا من الطبيعة على تجرئها في اقتحام سكونه بضربات من قدمها الصغيرة . وأخذت تحدث صوتا جميلا على صفحات الثلج لتصل إلى قلب المدينة …. إلى الجامع القديم فيوقفها فجأة صوت منبعث من الداخل .
حاولت السمع فإذا بأصوات متداخلة جميلة قادمة من غيب وكأنها بلسما يشفي من سقام الملل .
ابتسمت لما سمعت الأصوات وما عادت تشعر بذاك الندف القطني الذي ابتدأ يتساقط كأول تفتح النوار على رؤوس الأغصان ينتظر أن ينبثق ليعلن إثمارا.
وبينما هي تضع أذنها الصغيرة على باب الجامع امتدت يد على رأسها تزيح الثلج المتراكم بدفء حنون وتتساءل :
- لم أنت هنا يا بنيتي ؟؟
- أستمع, واحمر الوجه خجلا ً وكادت أن تسحب جنود الحماس الصغيرة
من ميدانها إلا أن وجه الشيخ الوقور قد أضاء وأخذ بيدها داخلا ً. وهناك سمعت شدواً لم تألفه وجلست على البركة المقابلة للغرفة التي يجتمع فيها المقرئون .
وابتدأ قلبها يخفق طربا ً
ومن بين المقرئين كان هناك شاب في ريعان الشباب قوي الملامح مشرقها يرقب ضحى ويبتسم خفياً لما يرى

واقترب منها.........



(2)


ابتدأ الثلج بالتوقف عن الهطول , وتبسمت الشمس قليلاً من بين الغيوم المتراكمة وبات الأثير لا يحمل إلا ظلالاً لما كان عندما يتهيأ الوجه لمواجهة الصقيع الذي لا زال من أثر الثلج .
ولا أحد يستطيع أن يترجم هذا الجمال الذي لحظته ابنة الأعوام التسعة ,
جمال ظهر بتألق في لغة العيون الصافية عكس عليها قليل من أشعة فأتت بلون مشرق لا به لون متكلف ولا حرف مزخرف .
توقف الشاب أمام الطفلة الصغيرة مبتسماً فما عرفت بعد بسمة تنير حياتها إلا عندما تتذكره وناداها باسمها :
- ضحى ! ماذا تفعلين هنا ؟؟
تعجبت رغم الفرحة كيف عرف باسمها فقالت له :
- كيف عرفت اسمي من أنت ؟؟
- أنا عبد العزيز قريب والدك نعمل سويا في أرضكم في الغور الشمالي ألا تعرفيني ؟؟ آه يبدو أنك نسيتيني ؟
وهنا تمنت الصغيرة لو تطير كذاك الطير الذي أخذ يقفز بلونه البني الفاتح على الثلج يحدث صوتا كالهسهسة لا تخفى على روحها الطلقة
وكما مس الدفء من أشعة الشمس قليلا من ثلج متراكم , لامست عباراته دمها الطفل في عروقها لتزيدها توقداً وتدور في وجنيتيها بمعنى متوهج مشرب بعفوية لا إرادة لها فيها .
وجلس أمامها على الأرض القرفصاء ينظر إليها قائلاً :
- أتحبين سماع القرآن ؟؟
-نعم اندفعت قائلة
- إذا منذ الآن فأنت تلميذتي .
وعند كل انتهاء من درسي لك نصف ساعة أعلمك التلاوة الحقة .
وإن رأيتم عصفوراً يتنقل على أرصفة شوارع المدينة العتيقة بلا جناحين فذاك ضحى بحبها الذي فاض واستحكم في قلبها الغض ....حب لتعلم القرآن
وعلى رقاع العشق ابتدأت قصة خالدة تكتب على مر أيام الشهر الفضيل .

وضحى تتعلم وإن تفتر ثغرها فبالقرآن تتكلم
وإن حجبت عن صحب فبالقرآن تأتنس ..
جو خيالي بديع يفيض على أي حسن في الأرض فتشتمل نفسها العاشقة لمصحفها الأخضر الصغير وصوتها العذب بأفق لا يدانيه ولا حتى ذاك الصوت الذي تعشقه عند انسياب الماء في أول خط من توضح النهار .
ذاك الصوت الذي يسكن النفس فتتأرجح في تيه الجمال لما تسمعه .
وعبد العزيز المحيط بعيونها وقلبها بقوة أخوية كما تحيط السنديانة بنبت جاورها فاستند عليها كان يعلمها كيف تحب القرآن . كيف تتلو آياته بفهم عميق لكل جزئية مضيئة فيه .
حتى كان يوم .......

3-
مرضت ضحى وغابت عن التعلم وعن شيخها الشاب أسبوعين
وتاريخ الحمى يعيد لها حروبا في نفسها تنتصر عليها فتسلم جيشها الضعيف لبراثنها لتبقى بين يوم محموم وآخر بطوفان أنهار من العرق تنهك الجسم الرقيق الصغير .
ومهما حاولت تلك الحمى أن ترافقها أطول مدة إلا أن الروح الصبية تنتصر عليها لتتراكض إلى حيث عشقها الذي تركته أياما مرغمة إلى حيث القرآن ..
ومن بعد صلاة العصر تقفز أمام غرفة المقرئين تنظر هنا وهناك
_ أين عبد العزيز؟؟؟
هل مل مقدمي فتركني , وكادت أن تتهالك أرضا لولا يد إمام الجامع الشيخ الجليل تنقذها
- أتبحثين عن عبد العزيز ؟؟
- نعم......... أين هو ؟؟
نظر الشيخ لها بحزن مشفقاً عليها
لم تفهم تلك النظرة ...صغيرة على صفعات الدنيا
قوية إن فهمت
هكذا أخبرها عبد العزيز مرة قائلا :
- يا صغيرتي ضحى : الدنيا ضعيفة ولا تقوى علينا إلا إن تقوينا من الداخل فإنها لن تتمكن منا
- كبف يمكن لدنيا أن تتمكن منا لا أفهم !!
- نحن يا صغيرتي خلقنا أقوياء ألا تحبين أن تكوني قوية ؟؟؟؟؟؟؟
- بلى
_إذا فعليك أن تتقوي
- وكيف
- بالتعلم
أترين كم أنا قوي ؟؟
أنظري وأراها عضلاته ضاحكا ً
انا قوي من الخارج وحتى يكون هذا وأشار لقلبه وأمسك بيدها ووضعها على قلبها
- هذا يا ضحى يجب أيضا أن يكون قوياً أيضاً ويكون بتعلم القرآن وحفظه وفهمه جيداً
الفهم يا ضحى , نفهم ما نقرأ ونسأل إلم نفهم حتى نقوى بالمعرفة النورانية .
وأخرجها من فكرها السابق لعمرها صوت الشيخ الجليل قائلاً :
يا ضحى عبد العزيز مريض مريض جداً .
و تدافعت الدموع من عيون الصبية الصغيرة .
- لا تخافي يا ابنتي وأريدك أن تعلمي أن المرض لم يقعده أبدا وسيأتي عما قليل .
وغمرها الفرح المشوب بالقلق وظلت عيناها معلقة بباب الجامع الكبير, و كادت أن تمل
وابتدأت نفسها المليئة بأسرار الطفولة البريئة تعاون العين فتفضح جملها المتناثرة على وجهها المصفر وألحاظها المبللة خوفاً من فقدان معلمها .
و جلست على طرف البركة البارد تحتوي مصحفها الصغير الأخضر وتدس يديها علها تستجدي دفئاً من معطفها الفروي الأبيض .
أطرقت ضحى بصبر حليم تنتظر متوحدة مع سكون مصحوب بهمهات المقرئين
وكأن صوتا طغى عليهم .. صوت قوي تعرفه, صوت لطالما علمها كيف تفهم القرآن وتقرؤه بفهم.
قفزت
وانطلقت لعنده لتجده يتوسط المقرئين المتعلمين الكل يجلس أرضاً إلا هو
كان يجلس
ولكن ..............


-4-
كان يجلس على مقعد متحرك

كما أصابتها الحمى أصابه شلل محموم أكل أعصابه فاقتات عليها وبات عاجزاً عن تحريك أطرافه.
لم تكن الصغيرة لتفهم ما حل به وظنته بالبدء يجلس على كرسي حتى تقدم إليها وأخذها خارجا وهو يسير عجلات كرسيه بيديه القويتين فعلمت أنه غير قادر على المشي وقد فقد تلك القوة التي كان يتمتع بها
وعند التقاء ذاك الألم بعدم الفهم يصعب التنفس حتى خارجاً في هواء بارد صاف .
وإن كان يأتي ضحى من القاريء الشاب سابقاً حكم تمشي عليها من خلال آيات يلقنها فهي الآن بحاجة لحكمة تفهمها كيف يكون من قال لها سابقاً
_ أنا قوي من الخارج وسأكون بالقرآن قوياً من الداخل
وكيف ستربط هذه الصغيرة تلك القوتين
المادة والروح !!
أقسى منها وأكبر ذاك المعنى وذاك الارتباط

ورآها وقد أقبلت على عالمه باستفهام كبير وعيناها الوضاءتان تتلآلآن وتحيدان كلمات خوف ورجاء وسطور بخربشات ابنة التاسعة المشوشة .

- يا ضحى :
قالها بحنان متفرد
يا ابنتي الصغيرة
ويا قارئة المستقبل بإذن الله
يا من تحبين القرآن وتتعلمين من ضيائه أشرقي فأنا بإذن الله بخير .
وجلست الصغيرة على أرض الباحة أمامه وأخرجت مصحفها الصغير الأخضر من بين طيات معطفها الفروي الأبيض فكأنه دوحة غناء لاتتمثل بمثال تنبثق من بين أنوار تشيع في النفس خطرات عشق للكمال .
ورفعته إليه قائلة بطفولة عفوية :
- قلت لي إنك قوي من الخارج كما الداخل والآن أنت لا تستطيع المشي فكيف ستكون قوياً من الداخل؟ ألا نشل أيضا داخلاً !!
وهل سيأتي علينا وقت أنا أو أنت لا نستطيع القراءة كما لا تستطيع أنت الآن المشي
؟؟؟؟؟
لكل خيال خارج من قوة كونية أودعها الباريء عزوجل وها هي حاملة القرآن تسكب من تخيل على واقع مرير أمامها
وبخوف شديد على فقدان أحب حقيقة في حياتها .........

فقدتَ قوة الجسم فلم لا تفقد قوة الروح
؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف سيجيبها عبد العزيز ؟
كيف سيحمي قلبها من عاصفة تتكسر على ساحل شعورها ويعيد لها توازناً قد تفقده .



وهنا انحدرت دمعة من عين الشيخ الشاب
دمعة رقت لها قلبها الطفل وظنت أنها قد قست عليه فأطرقت خائفة وأسرت دمعة كادت أن تنطلق من قلبها بعضة قاسية على شفتيها تمنع آها تنطلق .
بكى الشاب حزناً على ما قالت و أجرى دمعه أسفاً و رق لخوفها .

كيف يقنعها أن الروح تقوى بالقرآن
كيف يمكن أن تفهم هذه الصغيرة أن الإعاقة المادية تعطي دفعاً للروح حتى ترتفع أكثر ؟
و في معرض القلب لضحى اقتران لصورة الانطلاق والقوة مع صورة لهذا الدفق الروحي الذي غذاها به عبد العزيز .
وأمسك بمصحفها وقبله وابتسم لها قائلا:
يا ضحى ألم يحن درسك بعد؟؟
هيا لنتل ما فاتك .
لم لم يجبها ؟ ! حدثت نفسها لم لم يجبها ؟؟
وأدرك عبد العزيز نظرتها
فسألها :
- يا ضحى على من نزل القرآن
ولما أجابته قال :
- نعم يا ضحى نزل على الرسول عليه الصلاة والسلام . وأين هو الآن ؟؟ أين رسولنا ؟؟
واتسعت عينا الطفلة تعجب من أسئلة الشيخ الساذجة .
وفطن لما وراء النظرة الطفلة فضم المصحف ضمة حنونة أودع فيها إيحاء الحب الكبير الذي اجتمعا عليه .
واستمر قائلاً يا ضحى ها هو الرسول عليه الصلاة والسلام قد مات ولم يعد بيننا ولكنه ترك روحه ترفرف , وتعاليمه تعلم و ترك لنا ما وهبه الله ليعلم به الأمة .
ترك القرآن , فهو يعيش معنا من خلاله فكلما قرأنا يا طفلتي الصغيرة آية من آياته نسرح في زمن قديم حيث كان الوحي ينزل على الأمين
نتخيله يا ضحى نتخيله وهو يقرأ عليه القرآن وكأننا نجلس معهما
إنه عالم جميل نقي بعيد عن هنا عالم القرآن فيه كل شيء يا ضحى ,
فيه الأمان ....... فيه القوة .......فيه السلام ......فيه العظمة ........ فيه الحنان ........ وفيه الخلود .
الخلود يا ضحى معناه أن تعيشي أبداً في سعادة ولن يحصل إلا إذا أخذت علمك من هنا ..
هنا يا ضحى تقوى روحك فتطيرين والناس يمشون
وتقوين والناس ضعاف
وتهدأين والناس ثائرون
حملة القرآن ومعلموه والعاملون به يا ضحى هم غير الناس
إن فَقدوا فالقرآن أنيسهم
إن تاهوا فالقرآن دليلهم
وإن تعبوا ف لترسم أولى خطوط الفجر على محيا دنياها القرآن راحتهم
لن تشل روح تحفظ القرآن وتعمل به يا ضحى وإن شلت الأقدام وإن ماتت الأجساد . أما رأيت كيف أننا تعاهدنا القرآن حتى و الرسول ليس معنا فقد ترك لنا ما لا نضل به أبدا كتاب الله وسنته .
فلا تخافي يا ابنتي
فلا تشل روح تهتدي بالقرآن
بل تشتعل همة
وتضيء فرحاً
وتتقافز أملا .

ظل الشيخ الشاب يحكي لضحى الصغيرة كيف أن السير إلى جنان القرآن ليس بالأقدام بل بالأرواح الوثابة .
ورأت كل شيء يحكي سطوره التي تدفقت من عالمه السحري اليقظ , تحكي إصرار مقعد على التعلم والتعليم .
وتزيد من همته في خلق عوالم روحانية في قلوب تلاميده وأولهم ضحى.
وخلف جبال الثلج التي تتراكم في النفوس يأتي نور مصحفه يتوهج مذيباً وهن المتعلمين .
ومن بين حبات العرق المتصببة من جسده الذي ابتدأ ينحل , رأت ضحى سقيا لجفاف نفوس تتعطش لقراءة أو فهم لآية .
لم يكن يهدأ ....... لم يكن يتنقل بين نوم ونوم بل بين عمل ونشاط وضحى تستقي منه لترسم أولى خطوط الفجر على محيا دنياها
دنيا فيها رجعة الروح الى الجسد وإن شل .....
وتتعهدها معلمة لما كبرت .
وتمر أيام في عمر الضحى ونهارات أخرى ..
وكلما مرت من باب الجامع القديم تسمع عجلات الكرسي المتحرك
وتشتم ريح المسك قادماً منها
فتمضي وقد حذيت بمسك
.............................
النهاية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القائد حسام (روكيا)
المستوى العاشر
المستوى العاشر
القائد حسام (روكيا)


مشَارَڪاتْي : 1017
انثى
دوَلتي : مصرية
مزاجي : مالي خلق
نُقآطِيْ : 5687
التسِجيلٌ : 11/12/2012

حكاية ضحى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكاية ضحى    حكاية ضحى  Oo_u_o10السبت مارس 23, 2013 10:14 pm

الله راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة
يا مبدعة شكرا سمورة حببتي

حكاية ضحى  2430271186
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكاية ضحى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكاية بائعة الكبريت
» حكاية البستاني والثعلب للاطفال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحلم الذهبي :: الآداب :: ●● قصص وروايات-
انتقل الى: