قد تتساءل لمَ التركيز على معرفة الله ؟ و ما الأسباب التي قد تدفعني للشغف بهذه المعرفة ؟
دعني أذكر لك بعضاً من الأسباب التي تجعلك شغوفاً بمعرفة الله عزوجل .
1-معرفتك بالله طريقٌ موصل للجنة و رضا الله.
إن المسلم غايته الكبرى وهمه الأعلى رضا الله والفوز بالجنة ، فمن عرف أسماء الله و آمن بها و دعا الله بها رزقه الله الجنة وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (لله تسعة وتسعون اسماً إلا واحدة من أحصاها دخل الجنة) وأحصاها لا يعني فقط هو عدها وعرفها باللفظ فقط ، بل عرفها لفظاً ومعنى و تعبد الله بمقتضاها كما ذكر أهل العلم.
2- معرفة الله أصل للعلم بكل العلوم
علمك بالله عزوجل هو أصل العلوم والاشتغال به منفعة عظيمة
يقول ابن القيم (إن العلم بأسماء الله أصل للعلم بكل معلوم ..)
3-زيادة الإيمان واليقين و تحقيق التوحيد
إذ يبحث كل منا عن عمل يرفع الإيمان و يزيد اليقين ويعلقنا بالله ومن فتح له باب العلم بأسماء الله الحسنى حقق ذلك بإذن الله والتوحيد هو الغاية التي من أجلها خلقنا.
4-أعظم سبب لإجابة الدعاء
قال تعالى (ولله الإسماء الحسنى فادعوه بها)الأعراف 180، من دعا الله بأسمائه الحسنى كان حريٌ على الله أن يستجيب دعائه ، ومعرفتك لمعاني الأسماء تعينك على ربط الدعاء بالاسم المناسب .
5-أثر طيب في سلامة القلوب وسلامة الأخلاق
إن لمعايشة أسماء الله عز وجل أثر عظيم في سلامة القلوب وتطهيرها من العيوب ، وأيضاً عون كبير على تحسين الأخلاق والسلوكيات، فمن عَرف أن الله عفوٌّ يُحِب العافين فإنك تجده وقد أحب العفو و رغبت نفسه به وهكذا.
حينما يَعرفُ القلبُ اللهَ بأسمائه الحسنى ويستشعر جلالها و كمالها سيحيى قلبه وسيعيش متوازناً مابين حب ورجاء وخوف وتعظيم ، فكيف نحب من لا نعرف؟ و كيف نعظم من لا نعرف؟ إنها المعرفة التي تجعلنا نسارع في تطبيق أعمال القلوب المقربة من الله عزوجل.
6- عون كبير على تدبر كتاب الله
أمرنا الله بتدبر كتابه و ما أكثر الآيات القرآنية التي تحدثت عن أسماء الله الحسنى و صفاته، وما أسعد القلب العارف بالله فإنه حينما يقرأ آيات الله التي بها أسمائه سيحقق بإذن الله معاني التدبر العميق للآيات.
7-سبب لتفريج الكربات و للثبات عند الكرب
من منا لم يعاني من كربة في حياته ؟ أو لم تصيبه مصيبة؟ كل مؤمن يبتلى في هذه الدنيا ، و لكن هناك فرق بين المؤمن العارف بالله وغير العارف به، العارف بالله حينما تأتيه الكربة فإنه يستعين بالله ويلح عليه بالدعاء بأسمائه الحسنى حتى تفرج بلواه وليس ذلك فقط بل إن الله ينزل عليه الثبات و الرحمات وهو في شدته لأنه في رخاءه لم يبرح الاشتغال بمعرفته بالله.
8- تبصر العبد بنقائص نفسه وعيوبها وآفاتها وعون لإصلاحها
معرفتك العميقة بالله ستعرفك بنفسك أكثر وتبصرك بعيوبها.. ربما تتساءل: كيف ذلك؟
الإجابة هي أنه حينما تعرف رحمة الله عز وجل بخلقه و حبه لأن نرحم خلقه ستقوم بمراجعة نفسك وتفكر هل أنت رحيم؟ وحينما تعلم أن الله رقيب هل ستجتهد لأن لا يراك الرقيب إلا موضع يحبه و يرضاه؟
9- تذوق العبد طعم السعادة الحقيقة
(يقول ابن القيم : لا سعادة للعباد ولا صلاح لهم ولا نعيم إلا بأن يعرفوا ربهم و يكون هو وحده غاية مطلوبهم و التعرف إليه قرة عيونهم…)
فالسعادة مطلب الجميع فإن كنت تريد السعادة فالتمسها في معرفتك لله عزوجل .. حتماً ستجدها.
10- سبب عظيم لمحبة الله عزوجل
كل منا يتطلع قلبه لمحبة الله له و يتمنى أن يكون ممن أحبهم الله لما في محبة الله من بركاتٍ عظيمة تلحق المؤمن وكما ذكر ابن القيم من الأسباب العشرة الجالبة لمحبة معرفته بأسماءه الحسنى و صفاته العُلا.