من احب الناس الى رسول الله؟؟!!
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعثه على جيش ذات
السلاسل فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: [عائشة]، فقلت: من الرجال؟ قال:
أبوها، قلت: ثم من؟ قال: [ثم عمر بن الخطاب] فعد رجالاً.
(أخرجه البخاري في: 62 – كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: 5 - باب قول
النبي صلى الله عليه وسلم: [لو كنت متخذا خليلا.
وهذه شهادة من الرسول صلى الله عليه وسلم أن أحب الرجالإليه من هذه الأمة هو
الصديق. وقلب الرسول صلى الله عليه وسلم قلب طاهر معصوموالمحبة من الإيمان، بل
الإيمان هو الحب في الله والبغض في الله، ومحبة الرسول صلىالله عليه وسلم لأبي بكر
من الإيمان، وإيمان الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم. وهذهشهادة عظيمة توجب على
كل مسلم أن يحب ما يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكرعلى رأس هؤلاء ثم
عمر بن الخطاب رضي الله عنهم. وأم المؤمنين عائشة هي أحب الناسإلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم لأنها زوجه، وأعظم الناس إيثاراً ومحبة له. رضيالله عنها.
الله مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومع الصديق أبو بكر رضي الله عنه:
حديث أبي بكر، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنا في الغار، لو أنأحدهم نظر تحت
قدميه لأبصرنا. فقال: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما؟!
أخرجه البخاري في: 62 – كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، 2 - باب مناقيالمهاجرين وفضلهم.
وهذه شهادة ثانية من الرسول صلى الله عليه وسلم للصديق أنالله مع النبي صلى الله
عليه وسلم ومعه في أحلك الظروف وأصعب المواقف في الغارمحصوراً بعيداً عنه كل ناصر
من البشر إلا نصرة الله ثم نصرة الصديق الذي لم يكن إلاهو في هذا الموقف العصيب
والرسول صلى الله عليه وسلم مطلوب حياً أو ميتاً، وقريشوالكفار يسعون في قتله
والوصول إليه بكل سبيل.
أبو بكر أفقه الصحابة وأعظمهم علىالرسول منة في المال والصحبة:
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم، جلس على
المنبر، فقال: [إن عبداً خير الله بين أن يؤتيه منزهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما
عنده] فبكى أبو بكر، وقال: فديناكبآبائنا وأمهاتنا. فعجبنا له وقال الناس انظروا إلى هذا
الشيخ، يخبر رسول الله صلىالله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا
وبين ما عنده، وهويقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو
المخير، وكانأبو بكر هو أعلمنا به. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن من أمن الناس
علي فيصحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكر، إلا خلة
الإسلام. لا يبقين في المسجد خوخة أبي بكر] .
(أخرجه البخاري في: 63 - كتاب مناقبالأنصار: 45 – باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة).
وهذاالحديث يبين أن أبا بكر كان أفقه الصحابة وأعلمهم بمرامي كلام الرسول صلى الله
عليه وسلم وفحواه فقد كان وحده الذي فهم ما يرمي إليه الرسول صلى الله عليه وسلم
بقوله :إن عبداً خيره الله من أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده.
إن العبدالمخير هو الرسول صلى الله عليه وسلم قد اختار ما عند الله وهذا يعني الموت.
ولذلك بكى الصديق حدباً على الإسلام وإشفاقاً لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذلك حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم له هذه المواقف والمناقب فأعلنه على الملأ في
آخرحياته أن أعظم الأصحاب على الرسول صلى الله عليه وسلم منة في المال والصحبة هو
الصديق الذي واسى الرسول صلى الله عليه وسلم بماله، وصحبة أكمل ما تكون الصحبة.
وهنا يعلن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصديق في مكان الخلة من الرسول صلى الله
عليه وسلم لولا اشتغال قلب الرسول صلى الله عليه وسلم بخلة الله سبحانه
وتعالى وأيةإن لم يكن خليل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه أخوه وصاحبه. وحفظاً
من النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الكرامة أمر جميع من له خوخة (باب نافذ) إلى
منزله من
المسجدأن يغلقه إلا الصديق فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ببقاء خوخته حفاظاً
لمودته،وإكراماً لعهده،
وبياناً لفضيلته. فماذا بعد هذا أعظم؟
أبو بكر أعظم الناس إيماناً:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،صلاة الصبح
ثم أقبل على الناس، فقال: [بينما رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها. فقالت: إنا لم نخلق
لهذا؛ إنما خلقنا للحرث] فقال الناس: سبحان الله! بقرة تكلم؟ فقال: فإني أؤمن بهذا، أنا
وأبو بكر وعمر وما هما ثم.وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئبفذهب منها بشاة فطلب حتى
كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب: هذا، استنقذتها مني،فمن لها يوم السبع، يوم لا راعي
لها غيري؟] فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلم؟ قال: [فإني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر]
وما هما ثم. (أخرجه البخاري: 60 – كتابالأنبياء: 54 – باب حدثنا أبو اليمان..