الصراع المرير قصة أعجبتني ونقلتها لكم
كان واقفا على باب الجامعة .. وقلبه يحترق ألما ..
دموعه تكوي كبده وتذيب لفائف قلبه .. !!
إنه أحمد شاب في العشرين من عمره لا يملك من الدنيا سوى والدته الثكلى ..!!
شاب بائس دمره الصراع النفسي المرير.. من بغداد الرشيد ، من سامراء البطلة قد فجعه الطاغوت الأكبر .. !!
طاغوت الطائفية ..!!
طاغوت الإرهاب والظلم .. !!
قُتِلَ والدهُ وأختاه وهدم عدو الحرية بيتهم .. !!
وقف كالمتفرج .. لم يقدم شيء .. !!
فقد عاش مع والديه وأختاه في بيت دافئ حنون ..
وكان هذا قبل السقوط ..
هو شابا محبوبا .. مدللا .. ذكيا .. أحبه الصغير قبل الكبير .. قدمت له أسرته الكثير ..
وكانت تنتظر منه ماهو أغلى من العلم والسمعة والمال .. !!
كلمات والده مازالت ترن في رأسه كالناقوس :
الجميع يحبك ياولدي .. لقد كبرت وأصبحت شابا محبوبا فماذا ستقدم للدين والأمة ؟ .. إعلم إني ربيتك لخدمة الدين والأمة الإسلامية .. !!
فلا تخذلني ياولدي .. !!!
لم يرى من بد إلا أن يهاجر كي ينجو ويكمل دراسته ..
إنه الهروب من مواجهة الواقع المرير ..
وسقطت بغداد .. !!
وبعد سنوات من اللا مبالاة
رآه صديقه واقفا على باب الجامعة كالمتسوّل :
مايبكيك ياأخي ؟؟
يرد عليه بحرقة المتألم المعذّب ..
هل هناك من يسعف حاجتي ؟
هل من أحد يسمع صرختي؟؟
نعم ياأخي .. !!
نعم ياإبن الشهيد .. !!
والله ياأخي فإن أهل الخير من أمة الحبيب المصطفى لا زالت تريد أن تمد يد العون لك .. !!
ولكن صوتا قويا يكاد يرجّ في الآفاق يخرج من بين جوانحه المتألمة :
كنت هناك قبل السقوط .. !!
ثم هربت لإكمال تعليمي .. ولم أقدم لهم شيء
كان والدي ينتظر مني الكثير فخذلته .. !!
وخذلت أمتي ..!!
أنا لا أستحق من يقدم لي يد العون ..
لا أستحق ..!!
كأنه ، وبحرقة الألم النفسي يود أن ينادي أمة المليار ويقول لهم :
أنا لا أستحق عطفكم .. !!
العراق وسوريا تستصرخ ضميركم ، وتستغيث !
أشلاء وجثث ودماء الشهداء تتناثر هنا وهناك أما ترون ياأمة الحبيب .. ؟؟
بين عينيه صراع مرير .. ففي إحداها :
عدو ظالم سرق الأموال وهدم البيوت وقتل الأطفال وهتك الأعراض واعتدى على الحرمات ...
أرامل ضعفاء ، أيتام صغار لا يجدون مأوى ..
وفي الأخرى :
جُبنٌ يشلُّ أركانه .. هروب دمّر نفسيّته .. وفي عنقه دين كبير ...
لم يجد صديقه مايرد به عليه إلا قوله تعالى : " إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ "
تذكر ياأخي إن لك إخوانا يقاتلون في سبيل إعلاء كلمة الله ولا يتمنون شيء سوى إحدى الحسنيين أليس هذا شرف لك ولأمة الإسلام ؟؟
بحرقة وألم يرد عليه !!
وماذا قدمت أنا .. ؟!
سيسألني الله ؟ لماذا لم تجاهد ؟ ماهو عذرك ؟ لا أعرف كيف أجيب ...
كيف لي ياأخي أن أنعم في هذه الحياة ودم أبي وأختاي يلاحقني ؟!
أريد أن أتخلص من هذا الصراع المرير ؟
عليّ دين كبير ..
لقد خذلتهم ..!
أحمد ياأخي مازال الباب أمامك مفتوح :
جاهد بكل ماتستطيع ..
بالمال .. بالنفس .. بالدعوة .. بكل شيء
هل لنا أن نتسابق إلى الخيرات والإنفاق في سبيل الله ؟؟
هل لنا أن نتذكر قوله تعالى : " مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ " .
وهل هناك أعظم من النفقة في سبيل الله هيا إلى الخيرات لننال أجر المتصدقين ، ويعطينا الله بكل صدقة .. سبعمائة حسنة ، والله يضاعف لمن يشاء ..
هيا ياأخي .. تعال كي نتساببق في النفقة للأهل البلاء من أبناء الأمة الإسلامية
هيا ندعوا أمة الحبيب إلى الإنفاق ..
وما تنفقوا من خير ياأمة الحبيب يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون .. !!
نسألك الله فرجا قريبا .. وصبرا جميلا .. ونسألك العافية من البلايا والشكر على العافية