[b style="color: rgb(61, 133, 198); text-align: right; font-family: 'Georgia Serif'; font-size: small;"]
الكثير من الحيوانات أنقرضت في القرن الماضي منها
الثيلسين، نمر زنجبار، نمر ياوان، وغيرها. الإنقراض سمة طبيعية ولكن اليوم فخطر الإنقراض زاد ولم يعد طبيعياً وقد يؤدي هذا مستقبلاً إلى إنهاء الحياة، الإنقراض سابقاً كان يتم خلال مئات بل آلاف السنين وقد تصل لملايين السنين، بينما في الوقت الحالي فخلال قرن واحد فقدنا أكثر من 95% من أعداد بعض الأنواع مثل
الحوت الأزرق، وفقدنا أنواع بأكملها.
هناك أنظمة بيئية دقيقة تُسّير الحياة وإنقراض نوع معين يؤدي إلى الإخلال بهذا النظام فأقرب مثال فإنقراض النحل الناقل لحبوب اللقاح يؤدي إلى إنقراض أنواع معينة من النباتات يترتب عليها ضرر على أنواع أخرى من الحيوانات وهكذا، ولربما فلم [
Bee movie ] مثال جيد على هذا النظام البيئي وكيف أن توقف نوع معيّن من الأنواع عن العمل أو إنقراضه يؤثر بشكل جدي على الأنواع الأخرى. حالياً تبذل الحكومات وجمعيات الحفاظ على الحياة البرية وإنقاذها كافة جهودها للحفاظ على الحيوانات المعرضة للإنقراض وتنميتها. وسأقوم بإختيار عشر حيوانات مما أراها في قمة الحيوانات المعرضة لخطر الإنقراض وسأتكلم عنها بإختصار.
هناك حيوانات أنقرضت في البرية ولا تعيش سوى في الأسر، لن أتطرق إليها. كمثال : الأسد البربري ( ويُعتقد بأنه منقرض تماماً )، غراب هاواي، وحيد القرن الشمالي الأبيض، مها أبو حراب، حمامة سوكورو، وعلجوم باكستر.
مها أبو عدس :
يُعرف كذلك بالبقر الوحشي والظبي اللولبي أو ببساطة أبو عدس، وهو أحد الظباء المهددة بالإنقراض، يعيش في بضعة مناطق معزولة في الصحراء الكبرى حالياً، وبعض محميات الطرائد الخاصة في الولايات المتحدة وبعض أنحاء أوروبا. تسمى بالإنجليزية [
Addax ] وهذا الاسم مأخوذ من اسمها العربي.
تبقى أقل من 500 رأس في البرية وأقل من 860 فرد في البرية. كان هذا النوع منتشر بكثرة سابقاً عبر شامل إفريقيا بأكمله، وصولاً إلى بعض أنحاء الجزيرة العربية وفلسطين، ولكن تراجعت أعدادها وانحصرت في مناطق محددة لأسباب متعددة. ومن هذه الأسباب تدمير المسكن لغرض إقامة مشاريع تنموية، والصيد الجائر سعياً وراء جلدها وقرونها ولحمها، ومما ساعد على صيدها أنها ظباء بطيئة الحركة وتنهك نفسها بالعدو حتى الموت مما سهّل على الصيادين المزودين بالخيول أو السيارات صيدها.
|
قطيع من مها أبو عدس في محمية حاي-بار يوطفاتا الإسرائيلية جنوب فلسطين | مصدر الصورة. |
الحمار البري الإفريقي :
وهو صنف من فصيلة الخيليات، يُعتقد بأنه سلف الحمار المستأنس. إمتد موطنه بالسابق ليشمل مصر، السودان، فلسطين، وليبيا. أما الآن فتبقى حوالي 570 رأسا في البريّة. وهو أحد الحيوانات المهددة بالإنقراض بشدة.
على الرغم من أن النوع بأكمله لا يعتبر مهدداً بالانقراض بسبب وجود أعداد كبيرة من الحمر المستأنسة، إلا أن كل من السلالالتين البريتين المتبقيتين على قيد الحياة مصنفتان ضمن الحيوانات المهددة بالإنقراض بشدة. قلت أعداد الحمر البريّة الإفريقية بسبب القبض عليها للتدجين بالإضافة إلى تناسلها مع الحمر المستأنسة. تُصاد هذه الحيوانات كمصدر للطعام والعلاجات التقليدية في الحبشة والصومال. بالإضافة إلى ذلك فالتنافس مع الماشية المستأنسة على المرعى وصعوبة الوصول إلى مصادر المياه بسبب إستحداث الأراضي الزراعية يزيد الضغط على تواجد هذا النوع.
يُعتبر الحمار البري الإفريقي محمياً في جميع الدول التي يقطنها، وتوجد حالياً جمهرة صغيرة من الحمر البريّة الصومالية في محمية حاي-بار يوطفاتا الإسرائيلية جنوب فلسطين شمال مدينة إيلات الفلسطينية.
الفهد الآسيوي :
وهو أحد سلالات الفهد المهددة بالإنقراض وبشدة، يتواجد هذا الفهد في حالياً في إيران فقط، بعد أن كان منتشر في شتى أنحاء الشرق الأوسط. وأصبح يُعرف الآن بـ [
الفهد الإيراني | Iranian cheetah ]، ويعيش الفهد الإيراني في الصحراء الإيرانية بشكل خاص حيث يحظى ببعض الحماية. إلا أن هذه الحماية غير كافية وذلك عائد إلى أن هذه الصحراء متجزئة، بسبب منشآت النفط وغيرها من مشاريع التنمية البشرية، مما يقلل من فرصة لقاء الفهود مع بعضها لغرض التزاوج وزيادة التنوع الجيني بالتالي.
يُعرف الفهد الآسيوي بالفهد الهندي على الرغم من إنقراضه من الهند وبالفهد العربي في المناطق العربية التي كان يعيش بها، وكان العرب يطلقون عليه النمر الصياد وكذلك فعل البريطانيون الذين شاهدوه في الهند خلال حقبة إستعمار تلك البلاد. وقد تم إطلاق كلمة صياد بسبب أن أمراء العرب والهنود كانوا يحتفظون ببعض الفهود الآسيوية المستأنسة ويستخدموها بالصيد.
الفهد الآسيوي مهددة بالإنقراض بشدة، ولا يمكن مشاهدته بحالة برية طبيعية سوى في الصحراء الإيرانية وفي حالات نادرة جداً في جنوب غرب باكستان. تُظهر الإحصائات الأخيرة أن هناك ما بين 70 إلى 100 فهد آسيوي متبقي في البرية، الأغلبية منها تسكن إيران وأقلية منها تسكن باكستان.
|
الصيّاد عايد الغزي مع فهدة آسيوية وجروها في الجزء الجنوبي الغربي من العراق عام 1925 | ملكية عامة. |
تراجعت أعداد الفهد الآسيوية لأسباب مختلفة، تشمل التصحر، إحتتات المسكن وتجزأته، الصيد المباشر للفرائس التي يعتمد عليها الفهد الآسيوي في نظامه الغذائي. وبشكل خاص تلك التي تعتبر طرائد مفضلة للصيد الترفيهي، ومطلوبة من قبل الصيادين غير الشرعيين.
عفريت الماء :
وهو أحد أنواع السمندر، يعيش في المكسيك ويتمتع بميزات عجيبة. فإذا انقطع أحد أطرافه تعاود النمو مجدداً وهي ما تُعرف بيولوجياً بـ [
التجدد | Regeneration ]، وكذلك إذا جرح فالنزيف يتوقف خلال ثوانِ معدودة. قارب هذا الحيوان الإنقراض في البرية وهو يباع في المحلات بأسعار مرتفعة ويتوفر بعدة ألوان، له فم عريض ورأس دائري الشكل تنبت منه ست قرون تنمو عليها شعيرات، ويسمى بـ [
Axolotl ] تعني وحش الماء أو عفريت الماء.
يكاد عفريت الماء أن ينقرض بسبب التلوث البيئي ولولا رعاية العلماء له لأنقرض منذ زمن. يوجد حالياً حوالي 120 فرد منه في مركز التجديد الحيوي في ألمانيا والكثير من الأفراد لا يُعرف عددهم يربون في الأسر. من النظرة الأولى لا يُعرف أن هذا الحيوان يملك من المزايا مالا تملكه الحيوانات الأخرى، ولكن وبشكل مذهل فهذا الحيوان لديه قدرة مذهلة على التجديد حتى في الأعضاء الداخلية التي ليست ضرورية للحياة إذا ما تعرضت لأذى.
القرد العنكبوت البني :
أحد أنواع القرد العنكبوت، وهو مهدد بالإنقراض بشدة. يعيش هذا النوع في شمال كولومبيا وشمال غرب فنزويلا، كبقية أنواع القرد العنكبوت يملك هذا النوع أطراف طويلة وذيل طويل ومرن خالي من الشعر وعليه تجاعيد يمكن مسك الأشياء به والتعلق بالأشياء عن طريقه.
العدد الفعلي المتبقي من هذا النوع لا يتعدى المئة فرد، يعد فقدان المساكن السبب الرئيسي وراء تناقص أعداد
القرد العنكبوت البني، وكذلك الصيد الجائر حيث يعد الصيد اللعبة الأجمل حيث يعيش هذا القرد، بالإضافة إلى تجارة الحيوانات البرية غير الشرعية.
وهو نسر من نسور العالم الجديد، ويُعد أكبر طائر قادر على الطيران في القارة الأمريكية الشمالية، يقطن هذا الكوندور شمال ولاية أريزونا وجنوب يوتا. الكوندور الكاليفورني حيوان قمّام وهذا يعني أنه يتغذى على الجيف. يبلغ باع جناحيه حوالي 3 متر مما يجعل منه أضخم الطيور على الإطلاق.
أنحدرت أعداد الكوندور الكاليفورني بشكل هائل خلال القرن العشرين وذلك يعود للصيد غير القانوني والتسمم بالرصاص وتدمير بيئته الطبيعية. إلا أن مخطط إنقاذ نفذته الحكومة الأمريكية نجح في أسر جميع الأفراد الإثني والعشرين المتبقيين في البرية سنة 1987، ومن ثم إكثارها ومن ثم إعادة إستقدامها إلى البرية في 1991، وهذا المخطط نجح بشكل جيد.
تبقى الآن 409 طائر، 226 منها تعيش في البرية.
|
كوندور كاليفورني يطير | ملكية عامة. |
البلقشة البرازيلية :
وهي بطة في جنس البلقشة، تعد أحد الطيور المائية المعرضة للإنقراض الستة، بعدد لا يزيد عن 250 طائر تعيش كلها في البرية لا في الأسر. تعيش البلقشة البرازيلية وسط جنوب البرازيل، وفي الأرجنتين والباراغواي.
قلت أعداد البلقشة البرازيلية نتيجةً لتدهور وضياع الموائل والذي تسببت به أنشطة البشر بشكل أساسي. بالإضافة لغرين الأنهار، الناجم عن التوسع في الأنشطة الزراعية، التعدين، تآكل التربة. وكذلك تأثرت بإزالة الغابات.
الوشق الإيبيري :
أحد السنوريات صغيرة الحجم، يشابه في شكله بقية الأوشاق، فله أذنان معنقدتان وذيل قصير وطوق من الفرو تحت الذقن. وله معطف سميك يوفر له الدفء أثناء المواسم الباردة. كان
الوشق الإيبيري يعيش على كامل شبه الجزيرة الإيبيرية، أما الآن فيقتصر على مناطق صغيرة في شبه إسبانيا.
يُعتبر
الوشق الإيبيري أكثر القطط عُرضةً لخطر الإنقراض وأكثر الحيوانات الأوربية عُرضةً لخطر الإنقراض. دراسة في عام 2005 أكدت أنه تبقى فقط 100 وشق إيبيري ككل، والتناقص الشديد في أعدادهم يعود إلى فقدانهم لمساكنهم والتسمم والكلاب والصيد غير المشروع والإصابات على الطرق السريعة.
الوشق الإيبيري محمي بالكامل من قبل السلطات، ويمنع منعاً باتاً صيدها بأي طريقة ولأي سبب كان، تم تقييم أعداد الأوشاق في 2008 وقد تراوح مجموعهم الكل بين 99-158 فرد بالغ. وأعداد الأوشاق حالياً في إزدياد وذلك بسبب رعاية السلطات الإسبانية لها.
ذئب المكسيك :
وهو أحد أنواع الذئب الرمادي الفرعية، ينتمي إلى أمريكا الشمالية. ويُعد أصغر سلالات الذئب الرمادي الموجودة في أمريكا الشمالية، بطول إجمالي لا يزيد عن متر ونصف، وإرتفاع لا يزيد عن 80 سنتمتراً، في حجم
كلب الراعي الألماني تقريباً.
قُدر عدد الذئاب المكسيكية شتاء عام 2006-2007 بـ 60 ذئب، وكان الهدف الذي رُسم له سنة 1998 أن تبلغ عدد الذئاب بحلول عام 2006 الـ 100 ئب.
|
ذئب مكسيكي يستريح في حديقة حيوان مينيسوتا | مصدر الصورة. |
العقاب الفلبيني :
ويُعرف أيضاً بالعقاب آكل القرد، وهو عقاب يعيش في الفلبين، له ريش ملون باللونين الأبيض والبني، وله ريش أشعث على رأسه. يتراوح طوله بين 86-102 سم، ووزنه بين 4.7-8 كجم. وهو أحد الحيوانات المهددة بالإنقراض وبشدة، وذلك يعود لما لحق موطنه من أضرار وخراب، والحكومة الفلبينية تحميه فقتل العقاب الفلبينين جريمة يعاقب عليها الجاني بالسجن لإثني عشر سنة مع غرامات باهظة.
تبقى بين 180-500 طائر فقط، فقد تعرضت مواطنها للخراب والدماء نتيجةً لشركات التحطيب وقطع الأشجار، كما أثرت عليها عمليات التعدين والتلوث والصيد الغير قانوني والتعرض للمبيدات الحشرية التي أثرت على قدرة الطائر الإنجابية. كما وقع بعض العقبان الفلبينية في فخوخ وضعت للغزلان نصبها الصيادون المحليون.