حيوان ثديي متوسط الحجم، لاحم يتبع مجموعة المفترسات ، ويجتمع مع ابن عرس المراوغ المشهور، ومع ثعلب الماء، والسمور في عائلة واحدة هى العائلة السمورية أو العرسية النوع يطلق عليه في منطقة نجد بالمملكة العربية السعودية اسم الظرنبول، كما يسمى في مناطق أخرى من المملكة ظرمبان، وظرمبون، ومن أسمائه أيضا الغريري وآكل العسل.
وهو حيوان قوي شديد القوة، جسور مهاجم لايخاف، ممتلئ الجسم، متوسط الحجم، ذو لون مميز عن باقي الحيوانات، حيث يكون لون الجزء الأسفل من الجسم، من الخطم إلى طرف الذيل أسود أو بنيا شديد الدكنة، أما الجزء العلوي من الجسم فأبيض أو ضارب للصفرة بما في ذلك سطح الرأس والذيل، يشبه القط بوجه عام إلا أن أطرافه أقصر طولا منه.
الأطراف الأمامية أطول وأقوى وأسمك من الأطراف الخلفية ولها خمسة أصابع مزودة بمخالب قوية طويلة قد يصل طول المخلب فيها إلى خمسة سنتيمترات، تكسبه قوة وسرعة غير عادية في حفر الجحور خلال دقائق قليلة، المخالب في الأطراف الخلفية أقصر منها في الأمامية. الجسم مرن والفكوك قوية مسلحة بأنياب حادة، ولها آلية خاصة في القبض على الأشياء مما يزيد من قوة الحيوان ويضاعف قدرته على مجابهة أعدائه.
وللحيوان قدرة كبيرة على إفراز رائحة نتنة شديدة الكراهية من زوج من الغدد الشرجية، ويستخدم هذه الرائحة سلاحا للدفاع عن نفسه، ووسيلة لتخدير فرائسه، وتحديد منطقة نفوذه.
ويمكن تقسيم الغازات في الضرطة لنوعين:
1.الغازات الخارجية التي تكوّن 90% من الغازات وهي غازات يستنشقها الإنسان من الهواء الخارجي مثل النيتروجين، الأوكسجين، الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون. جميع هذه الغازات عديمة الرائحة. 2.الغازات الداخلية التي تشكل 10% من الغازات وهي غازات تنتجها بكتيريا تعيش في الجهاز الهضمي بتكافل مع الإنسان. الغاز الداخلي الأساسية هو الميثان وهو غاز عديم الرائحة أيضا. هنالك مركبات أخرى وهي التي تعطي الضرطة رائحتها مثل حمض البوتيرات التي (رائحته شبيهة بالزبدة المتعفنة) وبعض المركبات الكبيريتية الناتجة عن تحليل الزلاليات (رائحتها شبيهة بالبيض المتعفن). يجدر بالذكر أن الميثان والهيدروجين هما غازان قابلان للاحتراق لذا بعض الضرطات قابلة للاحتراق.
يوجد عدد من أنواع الظربان تنتشر على مستوى العالم، ويوجد منه في المملكة العربية السعودية نوعان احدهما الذي يوجد في أواسط وشمال شبه الجزيرة العربية، وثانيهما الذي يوجد غالبا في جنوب شبه الجزيرة العربية، وكلاهما شغوف بأكل العسل، يستسهل الصعاب في سبيل الوصول إلى خلايا النحل البري (الخشبة أو العود) ليلتهم مافيها من عسل لكنه لا يأكل النحل، ولاتؤثر لسعات النحل في جسمه ذي الجلد السميك القوي.
ويبلغ طول جسم الحيوان من 60 إلى 70 سم، وارتفاع الكتف عن الأرض من 25 إلى 30 سم، الذنب قصير يتراوح طوله من 15 إلى 24 سم، والوزن قليل يتراوح من سبعة إلى ثلاثة عشر كيلوجراما. الجسم قوي متين مرن والجلد سميك، لاتؤثر فيه عضة الكلب ولا أنياب الثعبان. وبسبب مرونة جسمه الفائقة، فإنه قادر على أن يثني جسمه ورأسه في أي اتجاه يشاء، وهو متسلق ماهر للأشجار خصوصا عند بحثه عن العسل في خلايا النحل البري. ويستطيع أن يحرك الصخور من مكانها بسهولة، وله قدرة على تسلق الجدران في طلب فرائسه من الطيور، ولا يضره السقوط لمرونة جسمه وقدرته على نفخه فلا يتضرر إذا سقط. وللظربان عينان سوداوان صغيرتان وليس له أذنان خارجيتان ومع ذلك فسمعه حاد، يستخدمه مع حاسة الشم القوية لديه في تحديد أماكن وجود فرائسه فيهاجمها.
وقد تكيف الظربان للمعيشة في جميع البيئات من الصحراء والوديان إلى الغابات الجبلية، وهو يفضل الأماكن الجافة، ويسكن بين الصخور، وفي الجحور وتجاويف الأشجار. ويقطع مسافات طويلة في الأراضي المكشوفة سعيا وراء غذائه المتنوع، الذي يتكون من والظربان ليلي المعيشة، لكنه قد يُرَى خلال النهار خصوصا في الصباح الباكر أثناء فصل الصيف، ويعيش عادة منفردا أو في أزواج. وهو حيوان جريء رغم قصر قامته، شديد في غضبه، يطلق زمجرة مخيفة إذا غضب، كما أنه لا يبالي، وينطلق من جحره مهاجما من يحاول الاعتداء عليه في قسوة وعنف حتى يلحق به أضرارا بالغة، خصوصا في موسم التزاوج الذي يكون خلال فصل الصيف (يونيو ويوليو). ويهاجم الحيوانات الأكبر منه حجما. حيث يهاجم الظربان الأعضاء التناسلية للحيوان، وينتزعها مسببا له نزيفا شديدا، يؤدي إلى نفوقه بعد معاناته من الآلام الشديدة.
ومن غريب مايفعله الظربان مهاجمته للضب في جحره وقتله وافتراسه هو وحسوله حتى لايبقى منها شىء. وهو يحتال لذلك إذ أن جحر الضب متعدد المسالك، وإذا حاول الظربان أن يحفر في أحد تفرعاته يمكن للضب أن يهرب من تفرع آخر. لذلك متى رأى الظربان الضب قد دخل إلى جحره واستقر فيه، تسمَّع مكانه حتى يحدده ثم حفر عليه بسرعة كبيرة في اتجاه رأسي إلى أسفل، ولايلبث أن يمسكه قبل أنيتمكن من الحركة والفرار وذكر الظربان في الأدب العربي في كثير من المواضع حيث ذكر في كتاب الحيوان للجاحظ وحياة الحيوان الكبرى لكمال الدين الدميري .
وليس من المعتقد أن الظربان مهدد بخطر الانقراض من بيئته الطبيعية في الوقت الحاضر، ولو أن هناك بعض الناس الذين يلاحقونه في محاولة لقتله، لمعرفتهم بصعوبة ذلك، كما يعتقد أهالي بعض الدول أنه نباش للقبور، ويلاحقونه لذلك. ورغم أنه مازال هناك الكثير من الحقائق المجهولة عن حياة ذلك الحيوان، فإنه تبقى حقيقة واحدة ثابتة هى أن الظربان هو أحد الأنواع التي خلقها الله لتقوم بدور معين في النظام البيئيوفي حفظ توازنه ومن ثم المحافظة على استمرار الحياة على كوكب الأرض.
: تلد الأنثى من واحد إلى أربعة صغار بعد فترة حمل تبلغ ستة أشهر. ويكون الصغار عند الولادة بدون شعر ومغمضي العيون، ويستمر الصغير في العيش مع أمه لمدة عام حيث يكون في حجم الأم، ثم بعد يتركها ليعيش وحده لأنه حيوان انفرادي. ويعيش الظَّرِبان من 20 إلى 25 سنة.
وفي كتاب حياة الحيوان للدميري:
والظَّرِبان على قدر الهرة والكلب القلطي وهو منتن الريح ظاهراً وباطناُ له صماخان بغير أذنين قصير اليدين, وفيهما براثن حداد طويل الذنب ليس لظهره فقار و لا فيه مفصل بل عظم واحد من مفصل الرأس إلى مفصل الذنب، وربما ظفر الناس به فيضربونه بالسيوف فلا تعمل فيه حتى تصيب طرف أنفه لأن جلده مثل القد في الصلابة.
وورد في لسان العرب:
والظَّرِبانُ: دُوَيْبَّة شِبْهُ الكلب، أَصَمُّ الأُذنين، صِماخاه يَهْوِيانِ، طويلُ الخُرْطوم، أَسودُ السَّراة، أَبيضُ البطن، كثير الفَسْوِ، مُنْتِنُ الرائحة، يَفْسُو في جُحْرِ الضَّبِّ، فيَسْدَرُ من خُبْث رائحته، فيأْكله. وتزعم الأَعراب: أَنها تفسو في ثوب أَحدهم، إِذا صادها، فلا تذهب رائحته حتى يَبْلى الثوبُ. أَبو الهيثم: يقال: هو أَفْسى من الظَّرِبانِ؛ وذلك أَنها تَفْسُو على باب جُحْرِ الضَّبِّ حتى يَخْرُجَ، فيُصادَ. الجوهري في المثل: فَسا بَيْنَنا الظَّرِبانُ؛ وذلك إِذا تَقاطَعَ القومُ. ابن سيده: قيل: هي دابة شِبْهُ القِرْد، وقيل: هي على قَدْرِ الهِرِّ ونحوه؛ قال عبد اللّه بن حَجَّاج الزُّبَيْدِيّ التَّغْلَبيّ:
أَلا أبْلِغا قَيْساً وخِنْدِفَ أَنني ضَرَبْتُ كَثِيراً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ فيا لَيْتَ لا يَنْفَكُّ مِخْطَمُ أَنفِه يُسَبُّ ويُخْزَى، الدَّهْرَ كُلُّ يَمانِ أَلا أَبلغا فِتْيانَ دُودانَ أَنَّني ضَرَبْتُ عُبيداً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ غَداةَ تَوَخَّى المُلْكَ، يَلتَمِسُ الحِبا فَصادَفَ نَحْساً كانَ كالدَّبَرانِ وقوله: مَضْرِبَ الظَّرِبانِ أي: ضَرَبْتُه في وجهه، وذلك أَن للظَّرِبان خَطّاً في وجهه، فشَبَّه ضربته في وجهه بالخَطِّ الذي في وَجْهِ الظَّرِبانِ.
الأَزهري: قال: قرأْت بخط أَبي الهيثم، قال: الظِّرْبانُ دابة صغير القوائم، يكون طُولُ قوائمه قدر نصف إِصبع، وهو عريضٌ، يكون عُرْضُه شبراً أَو فتراً، وطُولُه مقدار ذراع، وهو مُكَربَسُ الرأْس أي: مجتمعه؛ قال: وأُذناه كأُذُنَي السِّنَّوْر، وجمعه الظِّرْبَى. وقيل: الظِّرْبَى الواحدُ، وجمعه ظِرْبانٌ.