فـ[b style="line-height: 24.3125px;"]يروس كورونا الشرق الأوسط[/b], ويعرف أيضا [b style="line-height: 24.3125px;"]فيروس كورونا الجديد[/b] أو [b style="line-height: 24.3125px;"]كورونا نوفل[/b] هو
فيروس تاجي تم اكتشافه في 24 سبتمبر 2012 عن طريق الدكتور المصري محمد علي زكريا, المتخصص في علم
الفيروسات في
جدة السعودية. يعتبر الفيروس السادس من فصيلة الفيروسات التاجية. أطلق عليه في البداية عدد من الأسماء المختلفة مثل شبيه
سارس أو سارس السعودي في بعض الصحف الأجنبية, وأطلق عليه مؤخراً [b style="line-height: 24.3125px;"]فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي[/b] ويرمز له اختصارا
ينتمي فيروس كورونا الشرق الأوسط إلى إحدى العوائل الفيروسية الكبيرة المعروفة بتأثيرها على الإنسان والحيوان وتسمى باسم كورونا فيريدي (Coronaviridae)[1]. وتمتاز المادة الوراثية لهذا الفيروس بإنها عبارة عن خيط مفرد موجب القطبية RNA. و(كورونا) كلمة لاتينية تعني التاج Crown، حيث أن شكل الفيروس يأخذ شكل التاج عند العرض بالمجهر الإلكتروني (شكل1). ويتراوح طول قطر الفيروس بين 120-160نانو ميتر، وحجم المادة الوراثية يتراوح بين 27-32 ألف قاعدة نيتروجينية. تم اكتشاف أول فيروس من هذه العائلة في عام 1960م. تتميز هذه العائلة الفيروسية أثناء تكاثرها بأنها عند وصول مادتها الوراثية إلى سيتوبلازم الخلية المصابة تعامل mRNA، بمعنى أن خطوة النسخ (Transcription) مستثناة في دورة حياة فيروسات هذه العائلة مقارنة بالفيروسات الأخرى، مثل: فيروس الإنفلونزا، وفيروس الحصبة، وفيروس حمى الوادي المتصدع حيث خطوة النسخ تكون أساسية في تكاثرها. ولذلك ربما يكون تكاثر فيروسات الكورونا أسرع من غيره لغياب خطوة النسخ. ولإيضاح الفكرة ، في الإنسان أثناء تكاثر المادة الوراثية (DNA) يتم نسخها إلى mRNA ثم تترجم إلى بروتين. وفي فيروسات الكورونا تترجم مادتها الوراثية (RNA)مباشرة إلى بروتين . رغم بعض التصريحات في بعض الدول العربية التي تؤكد أن فيروس كورونا ناتج من فيروس الإنفلونزا. ولكن يستحيل ذلك من الناحية العلمية، وهذا الكلام لايمت للحقيقة بصلة، وفيروس الإنفلونزا ينتمي لعائلة فيروسية مختلفة، وربما هناك وجه شبه في الأعراض فقط.[2] أنواع فيروسات الكورونا[عدل] حتى بدايات الألفيه الثانيه كان علماء الفيروسات مدركين وجود فيروسين فقط من هذه العائلة تصيب الإنسان هي (HCoV-229E and HCoV-OC43). في عام 2003 ظهر فيروس سارس في منطقة هونج كونج الصينية، وسجل الوباء 8422 حالة إصابة، منها 916 وفيات حول العالم بنسبة وفيات تقترب من ١٠٪ للمصابين. في عام 2004 م تم اكتشاف سلالة جديدة سميت باسم NL63. وفي عام 2005 م سجلت مجموعة بحثية في جامعة Hong Kong اكتشاف سلالة خامسة سميت باسم HKU1. في يونيو ٢٠١٢ توفي أول مريض بسبب الأصابة بفيروس كورونا مختلف عن الأنواع المعروفة سابقا وكانت الأصابة في السعودية [1] وفي سبتمبر 2012 م قامت منظمة الصحة العالمية (WHO) بإصدار تحذير عالمي عن ظهور نوع جديد من فيروسات الكورونا في كل من المملكة العربية السعودية و قطر، حيث تم إصابة شخصين . دلت النتائج الأولية في عدة مختبرات عالمية على أن فيروس كورونا الجديد يشبه إلى حد ما فيروس سارس، ولكنه يختلف عنه . في البداية اطلق على الفيروس العديد من الأسماء واتفق مؤخرا على تسميته بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي . ومن الملاحض ان الفيروس الجديد يختلف عن فيروس سارس بأنخفاض نسبة انتشاره بين الناس ولكن بأرتفاع نسبة الوفيات التي تصل إلى حوالي ٥٠٪ خصوصا عند كبار العمر والمصابين بأمراض مزمنة . [2] انتشار سلالة فيروس كورونا الجديد[عدل] حسب آخر احصائية نشرت من منظمة الصحة العالمية في ٢٢ يوليو ٢٠١٣ تم تشخيص ٩٠ حالة مؤكدة في العالم توفي منهم ٤٥. وتعتبر السعوديه الأكثر اصابة بالفيروس ب ٧٠ حالة و ٣٨ وفاة , والدول الأخرى التي ثبت وجود حالات فيها هي بريطانيا, قطر ,الاردن ,فرنسا ,الإمارات [3] ومن الملاحظ ان لجميع الحالات المرضية التي وقعت في أوروبا وتونس صلة ما بالشرق الأوسط (بصفة مباشرة أو غير مباشرة). في السعودية تم رصد المرض في عدد مختلف من المدن والمناطق الى ان أكثر الأصابات تركزت في منطقة الأحساء [4] لوحظ أيضاً أن ٨٠٪ من الحالات في السعودية كانت في الذكور ، ولكن قد يصعب استخلاص أن الفيروس اقل تأثيرا على النساء حيث يبدو أن النقاب في السعودية ساهم بتقليل انتشاره لدى النساء حيث انه يحمي الفم والأنف من انتقال الفيروسات . [5] في شهر رمضان تم تشخيص ١٠ حالات مؤكدة حتى الآن ، ٥ في السعودية و ٥ في الأمارات إلى انه لم يتم توضيح أن كان المصابين زاروا مكه .
تحديث : تم الكُشِف عن أربع حالات فيما بين مخالطين لحالات مؤكدة في الرياض والمنطقة الشرقية، ممن تراوحت أعمارهم بين 7 سنوات و 15 سنة، ولم تظهر عليهم جميعاً أعراض المرض. وسُجِّلت حالتان أخريان عديمتا الأعراض فيما بين عاملات في مجال الرعاية الصحية بالمنطقة الشرقية والأحساء. وكُشِف عن حالة سابعة أصابت امرأة تبلغ من العمر 50 عاماً في المنطقة الشرقية، وهي ترقد حالياً في المستشفى إثر إصابتها بمرض رئوي، وتعتبر حالتها مستقرة.
ماهو مصدر هذا الفيروس الجديد[
عدل]
إلى الآن لم يعرف مصدر هذه السلالة الفيروسية الجديدة لكن هناك العديد من الاحتمالات:
1- قد يكون أحد فيروسات كورونا التي تصيب الإنسان سابقة الذكر حدث له تطفير، وبالتالي أصبحت السلالة الجديدة المطفرة قادرة على إصابة الكلى وهي الخاصية غير الموجودة في فيروسات كورونا الأخرى.
2- قد يكون الفيروس أحد فيروسات كورونا التي تصيب الحيوان في الأصل ونتيجة لإصابة الإنسان به أصبح الفيروس تحت ضغط مما أدى إلى تكيفه وأصبح الفيروس قادرا على اصابة الإنسان وبالتالي قدراته الاضافية تمثلت في القدرة على اصابة خلايا الكلى بدلا من اصابة الجهاز التنفسي فقط. ويعتقد أن الخفافيش مصدر الفيروس وهذا احتمال لم يثبت حتى الآن .
تؤدي الإصابة بفيروس كورونا الشرق الأوسط في العادة إلى التهاب قناة التنفس العلوية وبأعراض مشابهه
للإنفلونزا مثل العطاس، والكحة، وإنسداد الجيوب الأنفية، وإفرازات مخاطية من الأنف مع ارتفاع درجة الحرارة وايضا قد يؤدي إلى إصابة حادة في الجهاز التنفسي السفلي، والالتهاب الرئوي . بالإضافة الى التأثير على الجهاز النفسي فأن فيروس كورونا الشرق الاوسط قد يؤدي الى
فشل الكلى مع احتمال عالي للوفاة خصوصا لدى المسنيين أو من لديهم أمراض مزمنه أو المثبطين مناعيا.
تحدث نتيجة استنشاق الرذاذ التنفسي من المريض، أو عن طريق الأسطح الملوثة، مثل المخدات (الوسادات) والألحفة (الشراشف) وغيرها.
وقد ثبتت قدرة الفيروس على الانتقال بين الناس كما ثبتت اصابة عدد من العامليين في المجال الصحي به عن طريق العدوى من المرضى، وتوصي منظمة الصحة العالمية العاملين في مجال الرعاية الصحية باستخدام الإجراءات الوقائية من الأمراض التنفسية عند الكشف على المصابين بالفيروس.
[1]بالنسبة لفيروس كورونا الشرق الاوسط ففترة الحضانة غير معلومه حاليا ولكن الملاحظات تشير الى انها في الغالب ١٢ يوما.
ويمكن للفيروس الاحتفاظ بقدرته الإمراضية خارج جسم الإنسان لمدة ستة أيام في بيئة سائلة وثلاث ساعات على الأسطح الجافة.
يمكن الكشف عن الفيروس بالطرق التالية:
1- العزل.
3- الاختبارات المصلية.
لايوجد علاج نوعي للفيروس، وتعد الأدوية المستخدمة مساندة فقط وتهدف في الغالب إلى خفض درجة حرارة المريض ، مع استخدام الوسائل المدعمة للتنفس. وكـاجراء احترازي حتى يتوفر العلاج ماورد في الطب النبوي من فوائد الحبة السوداء والعسل والله الواقي .
حاليا تم التوصل الى لقاح أولي واقي من الفيروس من شركة نوفا فكس (
بالإنجليزية: Novavax ) وشركة غريفكس (
بالإنجليزية: Greffex ) ولكن لازال في مرحلة الأختبارات الأولية.
[7] [8]يمكن الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس عبر الوسائل الآتية:
1- تجنب رذاذ المريض أثناء العطس.
2- عدم ملامسة الأسطح الملوثة.
3- عدم استخدام الأغراض الشخصية للمريض، مثل المخدات والألحفة.
4- غسل اليدين جيدا باستخدام الصابون.
5- ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن المزدحمة.
ما أسباب ظهور سلالات فيروسية جديدة؟[
عدل]
يستخدم علماء الفيروسات مصطلح يعرف Emerging viruses (الفيروسات المنبثقة)، أي الفيروسات التي تكيفت في ظروف غير الظروف الاعتيادية لنموها، مما أدى إلى إظهار سلالة جديدة تتسم بخصائص جديدة تتمثل في قدرتها على إصابة خلايا وعائل جديد. هناك عاملان رئيسان يعود لهما زيادة احتمالية ظهور فيروس كورونا جديد من حين إلى آخر:
1- معدلات التطفير في هذا النوع من الفيروسات عالية جدا نظرا لافتقار إنزيم التكاثر في هذه الفيروسات إلى خاصية تصحيح الأخطاء (Proof-reading) في تسلسل القواعد النيتروجينية أثناء التكاثر.
2- هناك ظاهرة وراثية تعرف باسم معاودة الارتباط (Recombination) تؤدي إلى دمج وارتباط جزء من جين معين مع جزء من جين آخر أثناء تكاثر الفيروس مما يؤدي إلى ظهور سلالة فيروسية لها خاصية إمراضية جديدة.
بالإضافة إلى السببين السابقين، هناك العديد من العوامل التي تؤخذ في الحسبان كعوامل محفزه لظهور سلالة فيروسية جديدة، مثل: سفر الإنسان مسافات بعيدة والتنقل بين البلدان، ونقل المواشي من البلدان البعيدة، وقطع الغابات، وتغير الظروف المناخية. ونأخذ هنا على سبيل المثال تأثير تغير المناخ في إنتاج سلالة فيروسية جديدة وذلك كما حدث في عام 1990م في جنوب شرق الولايات المتحدة حيث أدت الظاهرة المعروفة باسم النينو (ظاهرة مناخية تحدث بين كل 3-5 أعوام بها يتغير اتجاه الرياح في المحيط الهادي، وتؤثر على الطقس في كل العالم) فقد أدى تغير المناخ وزيادة هطول الأمطار، بالإضافة إلى وفرة النفايات التي تتغذى عليها القوارض، مثل الفئران إلى زيادة أعدادها وبالتالي زيادة نسبة تعرض الإنسان للفئران. وساهم ذلك في انتقال فيروس Hantavirus من الفئران إلى الإنسان. وكمثال على مساهمة أنشطة الإنسان في زيادة احتمالية ظهور سلالة فيروسية جديدة، ما يقوم به الإنسان عند قطع الغابات فمثلا في أواخر عام 1990م في كل من استراليا وماليزيا أدى قطع الغابات إلى هجرة الخفافيش المصابة بفيروس Hendra وفيروس Nepha إلى مناطق التجمعات السكانية وانتقال الفيروس إلى الحيوانات ومن ثم إلى الإنسان.
إذن، يمكن القول إنه نتيجة إلى قدرة الفيروسات وخصوصا التي مادتها الوراثية هي RNA على التطفير المستمر، ونتيجة لزيادة احتمالية حدوث ظاهرة معاودة الارتباط في المادة الوراثية الفيروسية وتحت الضغوط البيئية الطبيعية، ونتيجة لنشاطات الإنسان المختلفة أصبح ظهور سلالات فيروسية جديدة أكثر احتمالا وامراً متوقعاً.