بسم الله الرحمن الرحيم
محمد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )
اسمه ونسبه :
هو أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدالمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وهو من أبناء إسماعيل بن إبراهيم الخليل أبي الأنبياء ، وهو النبي العربي ، الهاشمي ، القرشي ، ختم الله به النبوة والأنبياء ، وجعل شريعته خاتمة الرسالات السماوية .
ولادتـه :
ولد رسول الله صلي الله عليه وسلم بمكة عام الفيل سنة 571 م ، وقبل الهجرة بثلاث وخمسين سنة ، ومات والده عبدالله قبل الولادة ، فنشأ يتيما ، وربته أمه آمنة بنت وهب ، ثم توفيت وهو في السادسة من عمره ، وأرضعته حليمة السعدية ، وحضنته أم أيمن .
ورعاه جده عبدالمطلب حتى بلغ الثامنة ، ثم كفله عمه أبوطالب الذي كان محبا لابن أخيه ، شفوقا عليه ، شغوفا به ، وكان يصحبه معه في سفره ، ويقربه في مجلسه دون سائر ولده .
وكان محمد بن عبدالله رسول الله صلي الله عليه وسلم متميزا في شبابه وكهولته ، ومتزنا في أعماله ، وسلوكه ، ومعروفا برجاحة العقل ، وسعة الصدر ، وجودة الفكر ، وسداد الرأي ، مشهورا بالصدق والأمانة حتى لقبه قومه بالأمين ، ودفعوا إليه ودائعهم وأموالهم .
أشتغل برعي الغنم والتجارة ، وانصرف عن اللهو والعبث في شبابه ، ولم يشارك قومه في عبادة الأصنام والأوثان ، ويحب الخلوة والانفراد ، والتفكير في الكون .
زواجه وأولاده .
ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره تزوج من السيدة خديجة بنت خويلد الأسدية القرشية التي عرفت بقوة الشخصية والأخلاق الحميدة والغنى والنسب ، ورزق منها أربع بنات ، وهن زينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة الزهراء ، كما رزق منها ولدان ذكران هما القاسم ، والطيب عبدالله .
وتوفيت زوجته الوفية الصادقة المؤمنة عام 12 من البعثة ، كما توفي عمه أبوطالب فحزن عليهما كثيرا ، لأنه فقد فيهما الوزير الصدق والمدافع القوي ، وسمي ذلك العام عام الحزن ، وتزوج بعد خديجة بعدد من النساء :
حفصة بنت عمر بن الخطاب
وقد عرضها والدها على أبى بكر حتى يتزوجها فلم يجبه وكذلك على عثمان فلم يجبه فلبث ليالي ثم خطبها النبي صلى اله عليه وسلم فقال أبو بكر لعمر فانه لم يمنعني من خطبتها ألا أنى سمعت رسول الله يذكرها ولم اكن لأفشي سر رسول الله ، وقد طلقها النبي ثم راجعها ، وقد توفيت سنة 41 هـ وقد بلغت 60 سنة .
( أم سلمة ) عاتكة بنت عامر
كانت أول مهاجرة من النساء ، وقد أصيبت بوفاة زوجها ( أبو سلمة ) فتزوجها النبي ، وكان النبي إذا صلى العصر دخل على نسائه فيبدأ بأم سلمة لأنها أكبرهن وتوفيت وعمرها 84 سنة ، وكانت آخر من مات من زوجات النبي .
زينب بنت خزيمة
وتسمى أم المساكين لأنها كثيرا ما تطعم المساكين ، وتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي وقد مكثت عند رسول الله ثمانية اشهر .
جويرة بنت الحارث
تزوجها النبي بعدما اعتقها حيث كانت من سبايا بني المصطلق ، ولقد اعتق الله لها مائة أهل بيت من بني المصطلق فكانت اعظم بركة على قومها وتوفيت سنة 50 هـ .
صفية بنت حيي
وكان أبوها سيد بني النضير وجعل رسول الله عتقها صداقها ، وقد دخل عليها رسول الله وهي تبكي فقالت له إن حفصة وعائشة ينالان مني ، يقولان نحن خير منك نحن بنات عم رسول الله ، فقال لها النبي ألا قلت لهن كيف تكن خيرا مني وأبى هارون ، وعمي موسى وزوجي محمد ، وتوفيت سنة 50 هـ .
عائشة بنت أبى بكر الصديق
رآها النبي في المنام قبل إن يتزوجها مرتين ، وتزوجها وهي بنت سبع سنين وزفت إليه وهي بنت تسع سنين وتوفي عنها وهي بنت ثماني عشرة سنة ، وكان يلعب معها ويقبلها وهو صائم ، ويدعو لها ، وقالت أنها فضلت على نساء النبي بعشر : انه لم ينكح بكرا غيرها ولم ينكح امرأة أبواها مؤمنين مهاجرين غيرها ، وانزل الله براءتها من السماء ، وجاء جبريل بصورتها في حريره ، وكانت تغتسل مع النبي في إناء واحد ، وكان ينزل عليه الوحي وهو معها ، وقبض وهو بين سحرها ونحرها ، ومات في الليلة التي كان الدور عليها فيها ، ودفن في بيتها .
زينب بنت جحش
تزوجها النبي وعمرها 35 سنة ، سنة 3 هجرية وكان قد استخار بها ربه ، فكانت زينب تفخر على أزواج النبي وتقول زوجكن أهلكن وزوجني الله تعالى وكانت تقية وصادقة الحديث وتكثر من صلة الرحم وتكثر من الصدقة ، وتوفيت سنة 20 هـ وصلى عليها عمر بن الخطاب .
ميمونة بنت الحارث
وهبت نفسها للنبي ، وتزوجها حين اعتمر بمكة وتوفيت سنة 61 هـ .
سودة بنت زمعة
تزوجها النبي في السنة العاشرة ولما أسنت هم بطلاقها فقالت له لا تطلقني وأنت في حل مني ، فأنا أريد إن احشر في أزواجك أنى وهبت يومي لعائشة فامسكها رسول الله حتى توفي عنها وتوفيت في آخر خلافة عمر بن الخطاب .
( أم حبيبة ) صفية بنت أبى العاص
هاجرت إلى الحبشة مع زوجها فتنصر زوجها ومات ، فتزوجها النبي وهي بأرض الحبشة أرسل للنجاشي رسول الله واصدقها النجاشي 400 دينار عن رسول الله وأرسلها النجاشي مع شرحبيل في سنة 9 هـ ، وتوفيت سنة 44 هـ .
وتوفي أولاده الذكور الثلاثة ، وهم صغار السن ، كما توفيت بناته الثلاثة قبله وكن متزوجات ، ولم يبق بعده إلا السيدة فاطمة الزهراء ، التي تزوجت من علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه ، وهو ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وأول الأطفال إسلاما ، وولدت له الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة وريحانتي هذه الأمة ومنهما فقط استمر النسب الشريف .
بعثته ونبوته
ولما بلغ محمد بن عبدالله رسول الله صلي الله عليه وسلم الأربعين سنة من عمره ، وكان يتحنث ( أي يتعبد ) في غار حراء بقرب مكة ، جاء جبريل عليه السلام ، وأنزل عليه القرآن الكريم ، وبلغه البعثة الإلهية ، والنبوة السماوية ، والرسالة الخالدة التي تنطلق وتشع من مبدأ التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فقام يدعو لذلك وأسلمت معه فورا زوجه خديجة ، وصديقه أبوبكر الصديق ، وابن عمه علي بن أبي طالب ، ثم اسلم نفر من أهل مكة ، وعاداه أهل الشرك ، وبدؤوا بإيذائه مع أصحابه وحاولوا مفاوضته ومساومته ، كما سعوا على إغرائه بالمال ، والجاه ، والنساء ، والسلطان ، وقتلوا بعض أصحابه وتآمروا على قتله ، وهو ثابت الجنان ، مرددا قوله المشهور : والله لو وضعوا الشمس علي يميني ، والقمر على يساري ، على ان أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله ، أو أهلك دونه . واضطر أصحابه للهجرة إلى الحبشة مرتين ، وجاء فريق من أهل يثرب في موسم الحج فأسلموا وعقدوا معه بيعة العقبة الأولى ، ثم بيعة العقبة الثانية ، ليحملوا الرسالة ، ويحموا الإسلام .
هجرته إلى المدينة المنورة
وفي السنة الثالثة عشرة من البعثة النبوية هاجر رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى يثرب وسماها المدينة ، وقد استنارت بالنبوة والرسالة ، وعلى مشارف المدينة بنى أول مسجد في الإسلام ، وهو مسجد قباء ، ودخل رسول الله صلي الله عليه وسلم المدينة في ربيع الأول واستقبله أهلها بالبشر والحبور ، والأناشيد ، وآخى بين المهاجرين والأنصار ، وكتب الوثيقة الدستورية التاريخية لإقامة الدولة الإسلامية الفتية ، وحدد فيها العلاقة بين المسلمين وبين المشركين واليهود ، وشرع فورا بتأسيس المسجد النبوي ، ليكون مدرسة النبوة ، ومركز الدولة ، والتوجيه لإقامة المجتمع الفاضل ، واستقلال الشخصية الإسلامية ، وحماية الدعوة ، والتخلص من نير الاستعباد والاضطهاد ، وكانت الهجرة منطلقا أساسيا لإعلان دولة التوحيد ، وبذلك بدأ التاريخ الهجري ، الموافق سنة 622 للميلاد .
جهاده وغزواته
ترك رسول الله صلي الله عليه وسلم مكة ، وهى أطهر بقاع الله وأفضلها ، وأحبها إلى نفسه وقلبه ، واستقر في المدينة لنشر الدعوة ، ولكن المشركين أصروا على الاستكبار والكفر وأرادوا مطاردة الرسول صلي الله عليه وسلم والرسالة ، والقضاء على الإسلام ، وإبادة المسلمين ، فشرع الله القتال ، وأذن الله لرسوله صلي الله عليه وسلم بالجهاد ، فبدأ بالاستعداد والتدريب وإعداد القوة للدفاع عن الدعوة والدين ، والأرض والوطن ، والدولة ، والأنفس والأعراض ، والأموال .
وفي رمضان من السنة الثانية للهجرة وقعت غزوة بدر الكبرى ، وانتصر فيها الحق على الباطل وارتفعت راية الإسلام ، وانتصر الرسول صلي الله عليه وسلم والمسلمون في هذه المعركة التي كان لها صدى عجيب ، وكانت بمثابة الصيحة المدوية في آذان الكفر والمشركين في الجزيرة وخارجها ، لتكون فرقانا بين الحق والباطل .
وفي السنة الثالثة للهجرة اتجه المشركون من مكة لينتقموا من هزيمتهم في بدر ، ووقعت غزوة أحد التي انتصر فيها المسلمون أولا ، ثم وقع بهم المكر والخداع والالتفاف من الخلف بسبب مخالفة الرماة على جبل أحد لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، ودارت الدائرة على المسلمين ، وقتل الكثير من الصحابة ثم وقف المسلمون صفا واحدا ، وأعادوا تجمعهم حول الرسول صلى الله عليه وسلم ، ودحروا المشركين ، وردوهم على أعقابهم وطاردوهم بعيدا عن المدينة .
وفي السنة الرابعة وقعت غزوة ذات الرقاع وبدر الثانية .
وفي السنة الخامسة تآمرت القبائل العربية ، بتحريض من قريش ، وتخطيط من اليهود ، للانقضاض على المدينة ، والقضاء على الإسلام ، وقتل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتوجهوا في غزوة الخندق ورد الله كيدهم في نحورهم ، وعادوا يحملون ذيل الخزي والعار ، وأعلن الرسول صلى الله عليه وسلم معجزته الإلهية بانتهاء صولة الشرك والمشركين ، وقال : الآن نغزوهم ، و لا يغزونا .
وفي السنة السادسة وقعت غزوة ذي قرد ، وغزوة بني المصطلق ، واتجه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه إلى مكة للعبادة والطواف وتقديم الهدي للكعبة المشرفة ، فمنعه أهلها بإصرار وعناد وصلف ، وتم صلح الحديبية مع أهل مكة ، على أن يعود الرسول صلى الله عليه وسلم لاداء عمرة القضاء في السنة التالية ، وكان الصلح بمثابة الفتح المبين للمسلمين ، كما جاء في القران الكريم ، وخرجت الدعوة الإسلامية إلى خارج الجزيرة العربية ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسل والدعاة إلى كسرى الفرس ، وقيصر الروم ، و نجاشي الحبشة ، ومقوقس مصر ، والحارث الغساني ، و ملك المناذرة ، وحكام البحرين وحضرموت وملوك اليمن يدعوهم إلى الإسلام .
وفي السنة السابعة كانت غزوة خيبر ، وطهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزيرة من أوكار اليهود وتجمعاتهم ، وارتاح المسلمون من حقدهم وخيانتهم وتآمرهم ، وكانوا بمثابة شوكة في الظهر .
وفي السنة الثامنة وقعت غزوة مؤتة ، وفتح الله على المسلمين مكة المكرمة ، ورفعت على الكعبة راية التوحيد والآذان ، ونكست الأصنام والأوثان إلى الأبد ، ثم وقعت مباشرة غزوة حنين ، ودخلت ثقيف والطائف في الإسلام .
وفي السنة التاسعة وقعت غزوة تبوك ، واتجه الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه لمناهضة الدولة الرومانية ، وهز عرشها ، ولم يقع قتال .
وفي السنة العاشرة اتجهت الوفود العربية من جميع أرجاء الجزيرة وأقطارها إلى المدينة المنورة للدخول في الدين الجديد ، ومبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتشرف برؤيته وصحبته والتزود من نوره ودعوته وتربيته ، وسمي ذلك العام عام الوفود .
حجة الوداع :
ثم أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نيته بالتوجه إلي مكة المكرمة لاداء فريضة الحج ، والتقى اكبر حشد للصحابة في عرفات يوم الجمعة ، في الحج الأكبر ، وحجة الوداع ، وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبته المشهورة الخالدة التي بين فيها حدود الإسلام وشرائعه ، وأعلن حقوق الإنسان ، وذكر وصاياه الأخيرة ، وعلم الناس أحكام الحج والدين .
شرعه ودينه :
لقد ختم الله الأنبياء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعثه رحمة للناس جميعا ، فجاء بالدين القويم ، والإيمان الفطري ، والعقيدة الصافية ، وأعلن توحيد الله تعالى ورسوله وملائكته واليوم الآخر ، وأيده الله تعالى بمعجزات كثيرة ، أهمها وأعظمها القران الكريم وهو كلام رب العالمين ، الذي تكفل بحفظه إلى يوم الدين .
وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشرع القديم ، فاخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ونزل عليه القران الكريم دستورا خالدا ، وكتابا مقدسا محفوظا ، يتعبد به بتلاوته أثناء الليل وأطراف النهار .
وأوتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكمة وجوامع الكلم التي تمثلت في السنة المطهرة ، وهي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي .
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم المجتمع الفاضل في المدينة ، ثم وحد القبائل العربية وجمع شمل العرب ، وأقام لهم ـ ولأول مرة ـ أمة رشيدة ، ودولة شامخة ، وعزا مؤثلا ، وربى أصحابه تربية مثالية لحمل الرسالة ، ونشر الدعوة ، ليتولوا الخلافة الدينية والدنيوية من بعده ، وأقام الأسس الصحيحة لنشر الإسلام في العالم ، وتوثيق اللقاء بين الشعوب والأمم ونشر الدين .
شمائله وسلوكه :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الكامل للإنسان ، وهو الذي اصطفاء ربه ثم أدبه واحسن تأديبه ، واختاره خاتما لأنبيائه ورسله ، فتمثلت فيه العبودية الكاملة لله ، والصورة المثالية للإنسان ، والترجمة الصادقة للقران الكريم .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق الرفيع ، قد وصفه ربه بأرفع الصفات ، وأرقى الأوسمة ، وتمثلت فيه الأخلاق الفاضلة في حياته كلها ، ودعا إليها ، وقال عليه الصلاة والسلام : (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقى الناس لله ، وأكثرهم خوفا منه ، وهو القائل (( أما والله ، أنى لأخشاكم لله ، واتقاكم له ، لكني أصوم وافطر ، وصلي وارقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني )) .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعبد الناس لله ، وأكثرهم قربى منه ، وكان عليه الصلاة والسلام يذكر الله ويقرأ القرآن ، ويبكي حتى تبتل لحيته الشريفة ، وكان يقوم الليل ويصلي ويطيل الصلاة حتى تتورم قدماه الشريفتان ، وتسأله السيدة عائشة عن ذلك وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وماتأخر ، فيقول (( أفلا أكون عبدا شكورا ؟ )) ، وكان يصوم حتى يظن انه لا يفطر ، ويواصل الصيام ، ويقول : (( إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني )) ، وذا انتابه أمر فزع إلى الصلاة ، وجعلت قرة عينه الصلاة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجمة عملية ، وصورة كاملة لتطبيق القران الكريم ، وقد سئلت السيدة عائشة عن خلقه ؟ فقالت : (( كان خلقه القران )) . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس ، خاض المعارك ، ودخل غمار الحرب ، وغزا سبع عشرة غزوة ، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعركة ، وقد أحاطه الكفار به من كل جانب ، وضربوه ، وكادوا يقتلوه ، وهو يقول : (( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب )) .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معلما للأمة والأجيال ، ومربيا للصحابة ومن بعدهم ، وهو القائل : إنما بعثت معلما .
كان عليه الصلاة والسلام أبر الناس بأهله ، وأرفقهم بالنساء ويقول : استوصوا بالنساء خيرا ، ويقول : خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ، وكان أرحم القادة والناس بصحابته وإخوانه وأمته .
وفاته صلى الله عليه وسلم :
وفي أواخر صفر من السنة الحادية عشر أصاب المرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالمدينة فتوعك قليلا ، فودع أصحابه وأمته ، إلى أن توفاه الله تعالى بها في 12 ربيع الأول ، ولحق بالرفيق الأعلى ، وأنتقل إلى جوار ربه ، ودفن في مرقده الشريف الذي أصبح فيما بعد داخل المسجد النبوي بعد التوسعة وتحت القبة الخضراء ، وقد بلغ الأمانة ، وأدى الرسالة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده ، وترك الأمة على بيضاء نقية ، واستقر في الفردوس الأعلى ، والنعيم الدائم ، وكان عمره صلى الله عليه وسلم ثلاث وستين سنة . وقام من بعده الصحابة بحمل الرسالة ، وتبليغ الدعوة ، وأداء الخلافة الدينية والدنيوية .
ورمـــــضاااااان كــــريـــم و لا تنسوني بدعااااااااء :39: