منتديات الحلم الذهبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رواية ابناء السماء

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
moon
الإدارة العامة
الإدارة العامة
moon


مشَارَڪاتْي : 2902
انثى
مزاجي : بضبطك
نُقآطِيْ : 9073
التسِجيلٌ : 18/03/2012
رواية ابناء السماء CLAMP


رواية ابناء السماء Empty
مُساهمةموضوع: رواية ابناء السماء   رواية ابناء السماء Oo_u_o10الأربعاء سبتمبر 19, 2012 3:18 pm




عندما يدبُّ اليأس من الأرض وأهلها؛ جرَّاء الظلم والفساد والتلوث، تتوق النفس القلقة للبحث عن بدائل أخرى، وحياة أخرى، لأنَّها لا تصدق أنَّها وجدت لتعيش هذه الحياة بكل سوادها وقذاراتها وخبثها، ولا يعقل أنَّ كوناً بهذا الاتساع والتمدد ليس فيه إلا هذه الأرض فقط، فأين مبدأ الزوجية في الكون؟
فكما أنَّ هناك أرضاً تكتوي بنار الظلم والفساد، فلا بدَّ من وجود مكان آخر تغلب عليه السعادة والراحة والرضا والطمأنينة والعدالة. لا بدَّ من وجود حياة أخرى في مكان ما تكون نموذجاً في كل شيء، حياة لا يكون فيها الإنسان مستعبداً يعمل ليل نهار من أجل أن يحافظ على حياته فقط، دون أن تكون أمامه أية فرصة للعيش كما يريد في المكان الذي يريد. فعندما يفقد الإنسان الأمل في عدالة أهل الأرض، واليأس أن يأخذ حقوقه، يتوق إلى حياة أخرى، وعدالة أخرى، ومجتمعات أخرى، تكون نظيفة من كل هذا الخبث. ومن هنا ثارت مجموعة من التساؤلات: هل هناك مخلوقات عاقلة في الكون غيرنا؟ وهل هناك حياة على كواكب أخرى؟ وهل هذا الكون الواسع الممتد غير المحدود يقتصر على الإنسان وحده؟
هذه تساؤلات تطرق رأس كل إنسان يُعْمِلُ عقله، وقد تكون سببت الأرق والقلق والحيرة لمن فكر وتساءل، وشكلت بالتأكيد انعطافة في مسيرة تفكير وربما حياة من تورط فيها. وهي تساؤلات وجودية مشروعة. فلا مانع عقلي أو علمي أو حتى ديني من وجود كائنات عاقلة أخرى في الكون. وكما أنَّ عالم الجن موجود ولكن لا نراه، فما يمنع من وجود عوالم أخرى في الأرض أو غيرها؟؟
رواية 'أبناء السماء' للروائي يحيى القيسي تخوض غمار هذه التساؤلات عبر سرد روائي ممتع، يتناول أفكاراً ومذكرات وأبحاثاً وتساؤلات حول وجود آخرين يشاركوننا الكون، عبر تجربة للراوي ولصديقه، هي بشكل أو آخر تجربة حقيقية خاضها المؤلف نفسه كما أكد ذلك في غير لقاء.
والملفت في الرواية أنَّ بطلي الرواية الرئيسيين وهما الأردني الراوي العليم وصديقه المصري الدكتور أحمد الحسيني انطلقا من خلفية ماركسية، وهنا تكمن المفارقة، فالماركسيون لا يؤمنون إلا بالماديات، ولكن المدهش أنَّ العلماء الروس هم الأكثر بحثاً في الأمور الغيبية وعلوم ما وراء النفس والباراسكيولوجي في محاولة للتملص من الإقرار بوجود خالق خلق هذا الكون باتساعه وعظمته ومخلوقاته المنظورة وغير المنظورة.
تتملك القارئ الحيرة منذ بدايتها حتى نهايتها، فكلما تقدم ازداد الشك، وتكثفت الحيرة، وهذا ما حذر منه المؤلف في مفتتح روايته بقوله: 'أما وقد وصلت إلى هذا الباب، فاعلم إنّك إذا ولجته لن تستطيع العودة إلى الوراء، وربما تتوه في الدهاليز التي تفضي إلى المتاهات، وستنكر نفسك التي بين جنبيك...'(7)، وهذه الحيرة يفترض أن تتبدد أو تخفت كلما توغلنا في الرواية وتكشُف بعض الحقائق والأحداث، ولكنها أحداث لا تزيدنا إلا جهلاً وتساؤلاً، وتقودنا إلى دهاليز مظلمة، لولا قبس من ضياء برق كوميض في خاتمة الرواية، وذلك لقاء الراوي مع الشيخ 'المحب'، وهذا القبس جاء كأمل في التوصل إلى نهاية سعيدة أو طريق واضح المعالم.
مما يلفت في الرواية الإشارة الى أنَّ الإنسان في العصور القديمة كان يمتلك كثيراً من القدرات العقلية والجسدية، التي اضمحلت تدريجياً حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، من نسبة استخدام لا تتجاوز 10 ' للعقل، وربما مثلها للجسد، وبالتأكيد نسبة أقل بكثير للروح. وإلا فما تفسير الحضارة المصرية التي حيرت العلماء، وما تزال لغزاً كبيراً حتى يومنا الحاضر، ومثلها حضارات هنا وهناك، وما قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس ونقل عرشها إلا أحد هذه الأدلة التي لا يرقى إليها الشك، وحتى أنَّ توظيف الجن كحراس للكنوز هو من قبيل سيطرة الإنسان على الجن وتفوقهم عليه، وهذا هو الأصل.
وقد جاء أمر الصعود كما فعل سيرجي ورفاقه إلى مكان ما، كترجمة حقيقية لآمال البشر في التوحد مع الكون، واستعادة القوى المفقودة، والانطلاق في الآفاق كنسمات الهواء دون قيود، أو كشعاع الضياء لا نهاية له. وما الأطباق الطائرة إلا دليلا واقعيا على أن ثمة وجودا آخر في مكان آخر، أكثر منا رقياً وعلماً وحضارة وبالتأكيد إنسانية وخلقاً، وقد يكون هذا الوجود على الأرض، وربما على كوكب آخر في مكان ما في هذا الكون الواسع.
أشواق الإنسان في الصفاء والنقاء والشفافية في محاولة للتعويض والترفع عن العالم المادي الكئيب، ليشعر بالقرب من طاقة الضياء، ومصدر الإلهام، قريب من الخالق سبحانه، هذا هو ما تسعى إليه مجموعات في كل مكان في العالم، لأنها تسعى أن تعيد الإنسان إلى فطرته السليمة، وإنسانيته الضائعة، وطاقته التي فقدها بفعل أثقال الأرض وأوهاقها، كمجموعة 'أسرة الضياء' في هذه الرواية، والجماعات الصوفية المنتشرة في كل مكان. وأظن أنها نجحت نسبياً في تحقيق بعض ما تصبو إليه، كل فرد وجهده ويقينه وقدرته على الصبر والتحمل.
إنَّ المقابلة بين الوسيلتين الرئيسيتين في الرواية نحو الارتقاء والتطهر، وهما الصعود خارج المكان (سيرجي)، أو السعي للوصول إلى مرحلة السمو مع البقاء في المكان (كاثلين)، هما وجهان لحقيقة واحدة، وبإمكان الإنسان أن يلجأ إلى الوسيلة الثانية، فهي ستوصله إنْ أحسن السلوك واتبع القواعد إلى ما يبتغي من الارتقاء والصفاء واستعادة قواه المفقودة وبصيرته التي طمست، وشفافيته التي حجبت، فالنتيجة النهائية واحدة، فقد خُلقنا لنرث الأرض ونعمرها ونعيد إليها رشدها واتزانها، لا لنهرب منها ونتخلى عنها!
عنوان الرواية 'أبناء السماء' جاء مثيراً ودالاً وكاشفاً، فابن السماء هو أمل؛ كونه رمزا للطهارة والنقاء والشفافية والمصداقية والعدالة، فكل ارتباط بالسماء علو وسمو، والإنسان أي إنسان إذا ارتبط بالسماء وأخلص لقيمها وشروطها، تحول بلا شك إلى كائن شفاف مشع، ينتقل من مكان إلى مكان دون قيود أو حواجز، وهذا ما تهدف إليه كثير من الجهود البشرية التي تسعى إلى التطهر والتخلص من أدران الأرض، كالصوفية والريكي وغيرهما التي لا تكاد تخلو منها أمة من الأمم وديانة من الديانات على اختلافها وتنوعها.
رواية 'أبناء السماء' تتميز بالجهود العلمية الواضحة لمؤلفها يحيى القيسي، وقراءاته العميقة المتنوعة، وتجربته العملية، وأفكاره المتشعبة، وجرأته في ولوج موضوعات خطرة وربما محظورة، مما أضفى على الرواية قيمة معرفية مضافة، وهي من الروايات القليلة في الأدب العربي التي اقتربت من هذه الموضوعات التي يكتنفها الغموض، وتكثر فيها الألغاز والطلاسم، ويغلفها الكثير الكثير من الجهل والشائعات.
وبعد، فإنَّ قيمة رواية 'أبناء السماء' تكمن بموضوعها القديم المتجدد، وما تثيره من أسئلة إشكالية، تعيد تشكيل وترتيب كثير من الأفكار والمسلمات والموروثات، من خلال إثارة الفوضى العقلية والروحية، ومن ثم إعادة ترتيبها من جديد وفق أسس وقواعد وقوانين مختلفة، تحترم العقل، وترضي النفس، وتزهو بالروح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بقيمي أرقى
الإدارة العامة
الإدارة العامة
بقيمي أرقى


مشَارَڪاتْي : 1948
انثى
دوَلتي : لبنان
مزاجي : رايق
نُقآطِيْ : 7048
التسِجيلٌ : 23/06/2012
رواية ابناء السماء 0PmCW


رواية ابناء السماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ابناء السماء   رواية ابناء السماء Oo_u_o10الخميس سبتمبر 20, 2012 1:28 pm

رواية رائعة

شكرا لك غاليتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
moon
الإدارة العامة
الإدارة العامة
moon


مشَارَڪاتْي : 2902
انثى
مزاجي : بضبطك
نُقآطِيْ : 9073
التسِجيلٌ : 18/03/2012
رواية ابناء السماء CLAMP


رواية ابناء السماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ابناء السماء   رواية ابناء السماء Oo_u_o10الجمعة سبتمبر 21, 2012 9:17 am

شكراً على المرور عزيزتي لارا
:D
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بقيمي أرقى
الإدارة العامة
الإدارة العامة
بقيمي أرقى


مشَارَڪاتْي : 1948
انثى
دوَلتي : لبنان
مزاجي : رايق
نُقآطِيْ : 7048
التسِجيلٌ : 23/06/2012
رواية ابناء السماء 0PmCW


رواية ابناء السماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ابناء السماء   رواية ابناء السماء Oo_u_o10الجمعة سبتمبر 21, 2012 11:51 am

لا شكر على واجب حبيبتي أليس

رواية ابناء السماء 351549032
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
moon
الإدارة العامة
الإدارة العامة
moon


مشَارَڪاتْي : 2902
انثى
مزاجي : بضبطك
نُقآطِيْ : 9073
التسِجيلٌ : 18/03/2012
رواية ابناء السماء CLAMP


رواية ابناء السماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية ابناء السماء   رواية ابناء السماء Oo_u_o10الأربعاء أكتوبر 10, 2012 3:43 pm

رواية ابناء السماء 1412877475
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية ابناء السماء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية جميلة بمعنى الكلمة ،،رواية انت لي،,
» رواية سامي ورماد الحروب للكاتبة سميرة خالد....
»  إلى جنة السماء يا أطفال متلازمة داون
» الحيوان الذي لا يستطيع النظر الى السماء
» رواية رجوع الموجة لـ/مي زيادة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحلم الذهبي :: الآداب :: ●● قصص وروايات-
انتقل الى: