أن الخوف و النفور ما اصل كل مرض عصبي ، فالخوف خط مميز في هذا العصر نجده في تزايد الرعب .
و يوجد الخوف الجنوني المتصاعد كموجة أمام العالم النفساني .
فما هي أسباب الخوف ، و ما هي أنواعه المختلفة ، و كيف يمكن التخلص منه ؟
1-التهيئة للخوف:
هناك عاملان يهيئان الإنسان أو الطفل للخوف :
الأول :
تعرض الأم لتوتر ذهني أو لخوف شديد حين كانت حاملا ، و هذا لا يسبب الخوف ، بل ينتج عنه مزاجاً كثير الميل لنمو الخوف .
و الأطفال المولودون في حالة كهذه يكونون دائما عصبيون كثيري الحساسية .
أما العامل الثاني :
هو العنف أثناء الولادة و بعدها مباشرة ، فالأطفال المولودون بواسطة ملاقط أو المولودون بعد مخاض صعب يكونون دائما كثيري العصبية .
أما حالات الخوف من الأماكن المغلقة ، فتأتي في الغالب بسبب اختناق نصفي ناتج عن الغطاء بعد الولادة مباشرة ، أو أن المصابين بذلك قد ولدو في حالة الأزرقاق علي أثر اختناق عن حبل السرة .
2-كيف يبدأ الخوف:
يتسبب الخوف من عادة الإكثار من الاعتناء بالمولود ، أن تربية الطفل علي الاستغناء عن أمه تجنبه أمراضا عصبية في حياته المقبلة ، و يجب أن يجري ذلك بالتدرج .
حيث إن الصراخ هو سلاح الطفل الأول الذي يأمل بواسطته إخضاع الكبار لإرادته و حتي إذا ما نجح فإن السلاح يصبح ثمينا ، أما إذا فشل فإنه سيقلع عن هذا الأسلوب مجربا أساليب جديدة من غضب و قلق .
و بالتالي يجب إن نفهم هذا الأسلوب بين سن الثالثة و الخامسة ، حتي نحافظ علي أولادنا من الشعور بالخوف إذا لم ينفذ احد مطالبهم أو إذا عارضهم إي شخص بعد ذلك في يوم من الأيام .
3-الخوف من الافتراق:
إن كثيرا من الخوف ينتج من ذلك بصورة غيرة مباشرة .
فمثلا الخوف من الموت ، لا يستطيع الإنسان الخوف إلا حين يصبح واعي لانفصاله عن غيره .
و إذا لم يظهر هذا الوعي فأنه يشكل القاعدة المستقبلية للخوف من الموت .
و بالتالي يمكن إقناع الإنسان نفسه حتي يتخلص من الخوف في هذه النقطة ، أن علم إن هناك عالم أخر بعد الموت و أن هذا العالم هو الأفضل و الأرقى و بالتالي يتلاشى الخوف و الفزع من الموت .
4-حالة الشعور بالذنب:
هذه حالات كثيرة التعقيد و تتوقف علي ظروف خاصة من الحالات الفردية .
فالغيرة أو البغض الواعي أو اللاواعي يسبب ولادة التوتر الذهني و الأرق و القلق ، و بالتالي يبلور القلق خوفا .
و عاطفة حالة الذنب جيدة ولا يجب إن يخاف منها الشخص ، فهي ايجابية أكثر من كونها سلبيه .
فيمكن علاج هذه النقطة بأن يعلم الشخص نفسه بأنه هكذا أفضل و تأنيب الضمير أفضل من اللامبالاة وعدم الاكتراث و عدم الخوف من الخطأ المرتكب .
5-حالات مركب النقص:
إن اندلاع القلق يتبع في بعض الأحيان خسارة و وظيفة أو سقوطا في امتحان أو تسلط رئيس الشغل و غيرها .
و العلاج يجب أن يواجه إلى مركب النقص و ليس إلى السبب الخارجي .
بمعني معالجه نقص الإنسان لماذا خسر الوظيفة ، و لماذا رسب في الامتحان هل لديه نقص ؟
فيبدأ في إصلاح هذا النقص الذي بداخله كي يتخلص من الشعور بالخوف .
6-معالجة الخوف:
لكي يشفي الإنسان من الخوف يجب عليه أن يفصل نفسه ذهنيا أو الفكرة التي تصيبه بالقلق عن نفسه .
بمعني إن القلق هو الذي يقتل الإنسان و هو الذي يؤدي إلى الخوف و هو المخيلة التي يمكن إخضاعها لمراقبه العقل والسيطرة عليها قبل أن تتحول إلى الخوف .
فيمكن للفرد إن يكون سعيداً أو شقياً بمخيلته ، فعلي الفرد تهذيب مخيلته لكي تصبح ايجابية .
كما يجب علي الفرد أن يعلم أن أكثر ثلاثة أرباع الخوف لا يتحقق مطلقاً و ليس سوي فعالية ذهنية مبعثرة و ألم ذهني .