سنعيش خلال السطور القادمة مع علم من أعلام الصحابة رضوان الله عليهم
... لم يكن ملازماً للحبيب صلى الله عليه وسلم فحسب بل كان من المقربين اليه وعاش في خدمته 10 سنوات كانت افضل سنين عمره على الاطلاق
انه الصحابي الجليل انس بن مالك رضي الله عنه
مات والده " مالك " كافرا .. فنشأ انس يتيماً .. وكانت امه ام سليم المعروفة بالـ " غميصاء " امرأة مؤمنة راجحة العقل .. فلم يشعر معاها انس رضي الله عنه باليتم وكانت تعلمه الشهادتين وتغرس في قلبه محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم
ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة .. جاءته ام سليم رضي الله عنها ومعها انس وهو ابن عشر سنين .. وقالت للنبي : هذا أنيس ابني ( انيس تصغير انس ) اتيت به اليك ليخدمك .. فادع الله له .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم اكثر ولده وماله
قال انس : والله ان مالي كثير وإن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو من المئة . وكان رضي الله عنه من اطول الصحابة عمراً
ظل انس في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات وهو ابن العشرين ومن خلال ملازمته للحبيب صلى الله عليه وسلم تعلم الكثير والكثير من اخلاقه وشمائله وعبادته
ولقد رأي أنس من النبي صلي الله عليه وسلم ومن أخلاقه العذبة مالم يره غيره .. حتي إنه كان لا يصدق نفسه أحيانا ولسان حاله يقول: هل هناك رجل في هذا الكون كله بهذا الخلق الرفيع؟
وكان يشتاق إلي مرافقة النبي صلي الله عليه وسلم في الجنة كما رافقه في الدنيا .. فيقول أنس رضي الله عنه: ما فرحنا بشئ كفرحنا بقول النبي صلي الله عليه وسلم : "أنت مع من أحببت" .. فأنا أحب النبي صلي الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر .. وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل عملهم
وكان أنس بن مالك كتوم لأسرار النبي عليه الصلاة و السلام .. فيقول: أسر إلي النبي سراً .. فما أخبرت به أحدا بعد .. ولقد سألتني أم سليم (أمه) فما أخبرتها به
و بعد عشر سنوات فى خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم رحل الحبيب إلى الرفيق الأعلى .. فحزن أنس رضى الله عنه أشد الحزن وقال:لما كان اليوم الذى دخل فيه رسول الله صلى الله علي ه وسلم إلى المدينة أضاء منها كل شئ .. فلما كان اليوم الذى مات فيه أظلم منها كل شئ .. وما نفضنا عن النبى صلى الله عليه وسلم الأيدى حتى أنكرنا قلوبنا
عاش أنس بن مالك بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام فوق الثمانين عاماً ملأ خلالها الصدور علماً من علم الرسول الأعظم .. وقد غدا أنس على طول هذا العمر المديد مرجعاً للمسلمين يرجعون إليه كلما أشكل عليهم أمر .. وقد ظل رضى الله عنه يعيش مع ذكرى الرسول عليه الصلاة والسلام .. وكان أكثر ما يذكر من أيامه يومان : يوم لقائه معه أول مرة .. ويوم مفارقته له آخر مرة
وعن عبادته يقول أبو هريرة : ما رأيت أحداً أشبه بصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم من ابن أم سُليم، يعنى أنساً
وقال أنس بن سيرين : كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاة فى الحضر والسفر وعن ثمامة قال : كان أنس يصلى حتى تقطَر قدماه دما وقال سلمان التيمى : سمعت أنسا يقول : ما بقى أحد صلى القبلتين غيرى وعن ثابت قال : كان أنس بن مالك إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا لهم
قال المثنى بن سعيد : سمعت أنساً يقول : ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبى "يقصد النبي صلى الله عليه وسلم " .. ثم يبكي
وبعد حياة طويلة مليئة بالسعادة والسرور لصحبته للحبيب صلى الله عليه وسلم وبالتضحية والبذل والعطاء .. نام أنس بن مالك رضى الله عنه على فراش الموت ليلحق بالحبيب بعد أن ملأ الدنيا كلها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم | 
الأربعاء يونيو 19, 2013 12:06 pm
