الغيرة.. سلاح ذو حدين قد يهدم أو يبني المجتمع

فت ظاهرة الغيرة انتشارا لافتا في مجتمعنا، خاصة أنها تغلغلت إلى الفئات المثقفة والراقية، ناهيك عن المواطنين البسطاء من المجتمع الذين ينساقون وراء هذا السلوك السلبي بشكل عفوي.

الغيرة في الوقت الحالي موجودة حتى داخل البيت الأسري الواحد بين الأخوة والأخوات وعند قدوم الأخ الجديد، والأهل والجيران حتى باتت تطال فئة المثقفين والطبقة العاملة بالخصوص ففي كل يوم نسمع عجائب وغرائب تحدث اثر هذا الأخير والأكيد أنها تترك أثارا سلبية على الفرد والمجتمع، وقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى تدمير أسرة وتشتيت أخرى.

الغيرة العمياء في العمل بين الزملاء

الغيرة والحسد في أوساط الطبقات العاملة، أخذت مكانتها بشكل ملفت للانتباه، حيث أصبحت منتشرة بكثرة إذ يقوم العديد من الأشخاص باختلاق المشاكل ناحية أي فرد آو زميل في العمل خاصة وإذا كان أفضل منهم في العمل والمفضل لدى رئيسهم من اجل التخلص منه لدرجة أنهم يضايقونه في كل مكان بداية بالكلام المسيء حتى تصل إلى التصرفات العنيفة والسلوكيات الغير مقبولة ومضايقته طوال الوقت، وحسب «سمية» وهي عاملة بمؤسسة فإنها تتعرض لمضايقات من قبل زميلاتها أنها الأفضل بينهن وهي محبوبة من قبل الجميع، الأمر الذي لم تهضمه زميلاتها خاصة أنها في كثير من الأحيان كانت تريد أن تستقيل جراء التصرفات التي كانت تعترضها يوميا، وعير بعيد عن ذلك فكريم وهو عامل ابيضا يقول أن الغيرة لا تقتصر على الفتيات فقط فحتى الشباب يغارون فانا في عملي أتعرض يوميا لمضايقات من قبلهم خاصة إذا تعلق الأمر بالشهرية فلا يمكن لهم أن يتقبلوا فكرة أن هناك شخصا أفضل من آخر وكل له إمكاناته وقدراته.

عندما تتحول الغيرة إلى مرض

يرى العديد من الأشخاص الذين التقت بهم «المحور اليومي»، أن أغلبية الجيران في الوقت الحالي يسودهم الحقد والغيرة وفي معظم الأحيان تكون الأسباب تافهة كالغيرة، فأحد أبناء محدثتنا نال شهادة الباكالوريا بتقدير جيد، إذ عمدت إحدى الجارات على وضع سحر لهذا الأخير، ما يتسبب في فشله أو إصابته بمرض أبقاه طريح الفراش لمدة طويلة، كما طال الأمر الجنس الخشن، وهذا ما رواه لنا يعقوب عن أحد أصدقائه المقربين الذي تعرض للطرد من منصبه بسب غيرة أحد رفقائه في العمل، والذي مع مرور الأيام أوقعه في فخ كان قد حضره مسبقا مما جعل هذا الأخير يقع في ورطة لم يجد لها حلا، وهذا ما أدى إلى توقفه عن العمل، كما يرجع انتشار مثل هذه السلوكيات إلى نقص الوازع الديني الذي أصبحنا في وقتنا الحالي بحاجة ماسة إليه أكثر من أي وقت مضى، فالروح العدوانية والتفرقة بسبب الغيرة تعتبر مرضا نفسيا.

يغرن من زواج صديقاتهن وقريباتهن فيلجأن للسحر

تغار العديد من الفتيات من زواج صديقاتهن وبالخصوص من القريبات، خاصة إذا كنا في نفس السن ومع الضغوطات التي تمارسها عائلتها بعبارة «بنت خالتك تزوجت وأنت لا « الأمر الذي يدفع بالكثيرات إلى ممارسة سلوكات وتصرفات مشينة، «فحنان» روت معاناتها التي دامت سنين طويلة فبداية ألمها كانت مع غيرة أختها الكبرى التي فاتها قطار الزواج، ولم تجد فارس أحلامها وما زاد م ألمها وخيبتها هو زواج كل فتيات العائلة، حيث بقيت العانس الوحيدة في العائلة، ومع مرور الوقت بدأت تنتقد تصرفات أختها مع زوجها وتسمم أفكارها شيئا فشيئا، حيث وصفتها بالغبية والساذجة فكيف لها أن تخدم زوجها وتلبي له كل طلباته، وبالمقابل من الأكيد انه يقوم بخيانتها مع فتيات أخريات اصغر منها ويفقنها جمالا وعلما، وهكذا بدأت المشاكل بين الزوجين إلى أن أخذت منعرجا حاسما بينهما، أين قررا الانفصال والابتعاد عن بعضهما وبهذه الطريقة تخلى عنها زوجها، وفي ذلك الحين فقط أدركت أن أختها كانت تكيد لها وأوقعتها في الخطأ.

غيرة الحماة من الكنة.. صراع أزلي

للعجوز نصيبها من الغيرة مع الكنّة، وهو صراع أبدي يتفاقم مع مرور الأيام، ويصل الحد بالعجوز إلى افتعال المشكلات حتى ولو كانت تافهة، والمثير للعجب ما روته لنا «سامية» التي القينا بها حيث أن والدة زوجها تغار منها لدرجة أنها تحسدها حتى لما تكون منفردة مع زوجها لمناقشة بعض المشاكل الزوجية الخاصة وتطلب منها دائما أن تناقش زوجها أمامها محتجة بذلك على تركها لابنها لوحده طوال الوقت ولا يهتمون بها كما أنها حاولت في أحيان كثيرة التفرقة بين الاثنين لكن محاولاتها كانت دائما تبوء بالفشل وخلق شتى أنواع المشاكل بغية إبعاد الزوجين عن بعضهما. أما «لمياء» فحدثتنا عن الغيرة التي تكنها لها حماتها أو كما تسميها «العجوزة» حيث تمادت كثيرا ليصل بها الحد إلى تقليدها في كل كبيرة وصغيرة رغم فارق السن بين الاثنتين إلا أن العجوز أصبحت تسير بنفس الخطى التي تتبعها وفي حالة ما إذا اشترى لها زوجها فستان تطلب مثله حتى فيما يتعلق بأبسط الأمور أما فيما يتعلق بالخروج مع زوجها من اجل السهر فهذا من سابع المستحيلات فلا يوجد مشوار إلا وكانت هي الحاضر الأول وتجلس دائما في المقعد الأمامي وترفض الجلوس في الخلف.

الغيرة تحطّم الكيان الاجتماعي

يرى علماء الاجتماع، أن الغيرة أشكال متعددة تتباين بين الحسد، افتعال المشاكل والنميمة، حيث اعتبروا التنافس الحاد بين الأفراد من بين أهم أسباب نشأتها، حيث أنها تنتج عن الفشل والخسارة التي يتكبدها الأفراد خلال مختلف تجاربهم الحياتية، تبدأ الإفرازات السلبية لهذه الغيرة المرضية وتشتيت الأسر من استعمال الشعوذة والسحر، النفاق، تلفيق الأكاذيب وفسخ صلة العديد من العلاقات الاجتماعية.

الغيرة مشاعر سلبية وأخرى إيجابية في الإنسان

أما من الناحية النفسية وحسب بعض المختصين في هذا المجال فان الغيرة تنجم عن جملة الأحاسيس والمشاعر كالحسد والغيرة المصحوبة بتصرفات وردود أفعال تختلف من الطبيعة الإنسانية رغم أن هذا السلوك فطرة لصيقة به، فهو بطبعه لديه صفات حسنة وأخرى سيئة لكن هذه المشاعر تصبح غير عادية بثلاث شروط ألا وهي الحدة، الشدة والمدة،فالحدة عندما يصبح غير عادي مثل غيرة الأزواج أذا فاقت الحد المطلوب تصبح غير عادية، أما الشدة فتكمن في ذات الإنسان من المكنونات والمدة تقاس بالمدة الزمنية فإذا تعدّت تلك المدة تصبح مزمنة كما أنها تصنف من الاضطرابات النفسي، غير أن هناك غيرة ايجابية خاصة تلك التي تتعلق بالغيرة في الجهد المبذول العمل من اجل الترقية، الدراسة من اجل نيل مختلف الجوائز وحتى داخل البيت الواحد.

السلام عليكم..

موضوع رائع جدا شكرا لك.

شكرا لك عزيزتي على الموضوع المميز

+ تم تقيييمكـــ

عفوا شكرا علي المرور الذي عطر الموضوع

» الانترنت سلاح ذو حدين
» العفو سلاح الأقوياء
» المجتمع الأسلامي في الغرب
» نظرة الإسلام إلى المجتمع الإنساني
» كيفية التعامل مع افراد المجتمع الأيتام