بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله
قال الله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)} [الأعراف].
وقال تعالي:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)} [الحشر].
وقال صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» أخرجه مسلم وغيره.
وقال: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» أخرجه أبو داود وغيره.
وقال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» متفق عليه.
تعريف السنة لغة:
هي الطريقة، والسيرة، حسنة أو قبيحة، محمودة أو مذمومة. والسنة: السيرة، حسنة كانت أو قبيحة، وقد تكرر في الحديث ذكر السنة وما تصرف منها، والأصل فيه الطريقة.
تعريف السنة اصطلاحا وشرعا:
هي التمسك بالقرآن الكريم وبما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وجميع أصحابه والتابعين لهم بإحسان، سواء في أمور الاعتقادات، أو العبادات، والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة.
تعريف البدعة لغة:
أولا ً: تعريف البدعة لغة: [بدع: بدَع الشيءَ يَبْدَعُه بَدْعاً وابْتَدَعَه: أَنشأَه وبدأَه. ... والبَدِيعُ والبِدْعُ: الشيء الذي يكون أَوّلاً. والإبداع: إنشاء صنعة بلا احتذاء واقتداء...
تعريف البدعة اصطلاحا وشرعا:
البِدْعةُ: الحَدَث وما ابْتُدِعَ من الدِّينِ بعد الإِكمال ... والبدعة في المذهب: إيراد قول لم يستن قائلها وفاعلها فيه بصاحب الشريعة وأماثلها المتقدمة وأصولها المتقنة. البدعة هي العمل الذي لا دليل عليه في الشرع، وهو إطلاق أخص منه في اللغة. فالبدعة في الشرع: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.
أقوال علماء أهل السنة والجماعة:
ويقول العلماء: فالبدع المكفرة مثل بدعة غلاة الجهمية، وهناك كذلك بدعة غلاة الرافضة وهي مكفرة، هؤلاء كفروهم، لأنهم طعنوا في الأصلين: الكتاب والسنة. أما البدع الأخرى كبدعة المرجئة والجبرية والأشاعرة فإنها بدع مفسقة ولا تصل إلى حد الكفر.وكذلك البدع في الفروع يقال لها: بدعة ولو لم تكن مكفرة ولا مفسقة، لكنها نقص في الدين تقدح في كمال التوحيد، مثل الذين يحتفلون بليلة الميلاد والمولد النبوي أو بليلة الإسراء، أو يحيون أول جمعة من رجب ويسمونها صلاة الرغائب أو ما أشبه ذلك، هذه البدع لا شك أنها بدع عملية وليست بدعاً اعتقاديه، وإن كانوا يعتقدون أنها من السنة ولكنها ليست معتقداً. والحاصل أن المبتدع الذي يتبع البدعة وهو يعرف أنها بدعة وتقوم عليه الحجة يسمى مبتدعاً شاء أم أبى.
طريق معرفة السنة وإدراكها، ومعرفة البدعة وتجنبها:
إذا كانت السنة هي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فلا شك أنه لا سبيل إلى معرفتها إلا بالنقل لا غير. بالنقل الصحيح نعرف ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا سبيل للعقل إلى ذلك البتة. وبالإتباع لما جاء به النقل من ذلك تدرك السنة.
والسنة يقابلها: البدعة، فيقال فلان على السنة: إذا كانت أعماله على وفق الكتاب وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال فلان على البدعة؛ إذ كان عمله مخالفًا للكتاب والسنة أو أحدهما.
والله أعلم.